memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipedia"> دينا من نابلس.. أعادت إعمار ما خلفته النكبة على طريقتها الخاصّة - أصداء memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipedia">
الرئيسية / الأخبار / فلسطين
دينا من نابلس.. أعادت إعمار ما خلفته النكبة على طريقتها الخاصّة
تاريخ النشر: السبت 29/10/2016 12:19
دينا من نابلس.. أعادت إعمار ما خلفته النكبة على طريقتها الخاصّة
دينا من نابلس.. أعادت إعمار ما خلفته النكبة على طريقتها الخاصّة

 أصداء- هالة أبو عيشة- بخطواتٍ بطيئة أسير ورائها بينما هي تحاول بكامل جهدها الصعود، بمفردها، إلى المكان المخصص لنومها ورفض أي مساعدة؛ لتعتاد ذلك المتطلّب اليوميّ منها. بملامح تملؤها التعب وابتسامة لا تغيب رغم مرارة السنين التي مضت تستقبل السيدة دينا الوزني بدفء كل من آتاها لتمنحه أمل لا ينطفئ.

 

السيّدة دينا شريف الوزني، من قرية بيت وزن الواقعة غرب مدينة نابلس، تعاني من إعاقة جسديّة آلمت بها في ذكرى يوم النكبة التاسعة والعشرين منذ أكثر من ثلاثين عامًا.

 

عشرينية العُمر لم تسعفها فلسطينيتها آنذاك للتخلي عن روح الوطنيّة فيها، كانت في مقدمة المسيرات دائمًا تهتف من أجل الوطن الذي قدم ولا يزال يقدم أسرى وجرحى وشهداء فلسطينيين.

 

بدأت شريف حديثها: "في تاريخ 5/15/1977 في ذكرى تشريد الشعب الفلسطيني التاسعة والعشرين، وفي العاشرة صباحًا عدتُ إلى المنزل بعد المشاركة في إحدى المسيرات الطلابيّة-التي إعتدت أن أقودها دائمًا- بدا كل شيء طبيعيًا حتّى ساعة متأخرة من الليل فقدتُ الإحساس بالجزء الأسفل من جسدي."

 

تتابع بنظرات شرود جالت في أرجاء غرفتها المجهزة خصيصًا؛ لتسهيل حركتها "تم أخذي إلى مستشفى رفيديا بخدرٍ تام في أطرافي السفلى، ولساعات طويلة من الإنتظار عجز الأطباء عن تحديد إصابتي وأخبروني بأنه خدر طبيعي سيزول بمجرّد إراحة جسدي؛ لأتفاجئ بعد أيام عدة بأنني عاجزة عن الحركة تمامًا وهنا أدركت خطورة الوضع الصحي لي."

 

وتضيف: "بدأت رحلة علاجي الطويلة برفض العلاج في المستشفيات الإسرائيليّة لمواقفي السياسيّة المتعددة لكن انتهى المطاف بالقبول. حتّى مدينة الحسين الطبيّة في الأردن التي مكثتُ فيها ستة أشهر. ليُجمع الأطباء أخيرًا أنها حالة نفسيّة مؤقتة جرّاء الإحتلال والضغوط التي يمارسها، وأنَّ ما هذا إلّا مسألة وقت ليس إلّا."

 

وتتابع بنبرة إحتقان وغضب من ذاكرة لا تَنسى "خلال فترة علاجي في المستشفيات الإسرائيلية قال لي طبيب إسرائيلي أنه لولا إنسانية المهنة التي يعمل بها لكان مكاني السجن وليس على سرير الشفاء لديهم."

 

لازالت شريف إلى الآن تحمّل الأطباء مسؤولية بأنهم لم يصفوا العلاج الطبيعي لها الذي كان من الممكن أن يساعدها على المشي مجددًا لاسيّما أن إصابتها نفسيّة وأعضاؤها سليمة تمامًا.

 

انتهت رحلة علاجها الطويلة وعادت إلى قريتها؛ لتبدأ التعايش مع وضع صحي ونفسي فوجئت به. ترفض دينا استخدام الكرسي الكهربائي وتفضّل استخدام الكرسي المتحرّك لتشغل طاقتها كما أنها ربة لمنزل كامل تعيش به هي ووالدتها المسنّة.

 

تابعت حديثها "عند عودتي إلى الوطن أحسستُ بأنها نهاية العالم وأنني سأقضي عمري أنتظر الموت بسبب نظرات الشفقة من الذين كانوا يأتون إلى زيارتي. بقيت فترة طويلة أرفض الخروج من المنزل لإحساسي بأنه لم يعد لي أي دور في المجتمع."

 

وتضيف "الله يختبر الإنسان ثم يبعث له من ينتشله من وسط هذا الخراب، الشاب مصطفى عمر من جمعية الشبان المسيحيين هو الشخص الذي بعثني إلى الحياة من جديد من خلال لقاءات عديدة وأخذي إلى المسيرات.."

 

تنهدت كأن ثمة شيءٍ ما عاود الإنكسار بداخلها لتكمل "لم أستطع الاستمرار بالمشاركة في المسيرات النضالية والإحتجاجية، فبعد أن كنت أقود مسيرات شبابية ضخمة وفي الصفوف الأولى أصبحت على كرسيٍ متحرك أقود مسيرات لذوي الإحتياجات الخاصّة."

 

بعد حوالي عشر سنوات من إصابتها أسست شريف مركز الإتحاد العام للمعاقين بالقرب من المستشفى الوطني في مدينة نابلس؛ ليعتبر نقطة إنطلاق وقوّة لها. لتبدأ باستعادة نشاطها بالمطالبة بحقوق ذوي الإحتياجات الخاصّة من منبر حر ورسميّ. اتسعت دائرة معارفها التي بدأت  في سلسلة إجتماعات مع رئيس البلدية الأسبق والحالي؛ لمطالبتهم بتهيئة الطرق والمواصلات والأماكن العامّة لذوي الاحتياجات الخاصة واستمرار الندوات التثقيفيّة لتحسين صورة ذوي الاحتياجات الخاصّة في المجتمع الفلسطيني.

 

تقول شريف "بدأتُ أعمل في المطرزات والأشغال اليدويّة لإشغال وقتي في هواية أحبها ليس إلّا وعرضها على صفحتي الخاصة على موقع الفيسبوك لتصلني بعدها رسائل عديدة من كافة مناطق فلسطين برغبتهم في الشراء. اتسع الموضوع أكثر؛ لتنهال إتصالات طالبةً مني المشاركة في المعارض المنعقدة في أماكن عدّة والتي بدأت في كلية فلسطين التقنية في رام الله بمشاركة واسعة وحضور إعلامي محلي وأجنبي ضخم أيضًا ثمّ جامعة النجاح، وتلتها ثلاث معارض في بيرزيت كان آخرها قبل شهرين."

 

عبّرت شريف عن أسفها لعدم مراعاة ذوي الإحتياجات الخاصّة ففي المعرض الأخير في بيرزيت الذي استمرّ لثلاثة أيام تم الحجز لهم في فندق-لم تذكر اسمه- في الطابق الثالث مع عدم وجود مصعد كهربائي يساعدهم في التنقل مما يجبرهم بطلب المساعدة من أحد موظفي الفندق وهذا التصرفّ يشعر الشخص بالعجز مما اضطرها للمبيت لدى أقرباؤها.

 

وأشارت إلى إمتعاظها الشديد من نظرة المجتمع للأشخاص من ذوي الإحتياجات الخاصة، عدا عن الألفاظ الجارحة التي تشعرهم بأنهم ضلع ناقص في هذا المجتمع. متمنية بزرع ثقافة تقبّل الآخر بإختلاف أشكالهم وتصرفاتهم في الجيل الصاعد في المجتمع.

 

أطلقت شريف تنهيدة طويلة، أرخت رأسها بين يديها على كرسيها المتحرك الذي يحوي جسدها النحيل وبقيت صامتة هكذا لدقائق مرّت على كلانا بصعوبة بالغة. فلم أستطع أن أداري جرحها ببضع كلمات مواساة كاذبة إعتادتها من الجميع ولم تستطع هي أن تظل مرتدية قناع القوّة لفترة طويلة.

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017