mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke"> mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke
">
ولاء أبوبكر
الى الشرق من وادي الفارعة حيث سهل سميط الذي يعيد بذاكرة سكانه تفاصيل لا يمكن نسيانها، دبابات تحتل الأرض والإنسان، ومعسكر لغة الاقتراب منه لا تعني إلا الموت، مواطنون كانوا ينظرون بحسرة إلى أرض يمتلكون كل "كواشينها" اقتلع الاحتلال منها كل مشهد أخضرَ وزرع ثكنات ودبابات لا تبرح مكانها إلا لتوثيق جريمة جديدة.
الصورة المنتهكة لذلك السهل اليوم ليس على حالها السابق، فلم يعد وجودا لتلك الدبابات، فهناك الأشجار والمزروعات تنمو، وآبار المياه تروي المكان بكبرياء غياب مؤقت للمحتل.
لدى مرورك بوادي الفارعة وبين تلك الجبال ترى من بعيد سهل سميط الذي تلونت أرضه بالأخضر الجميل الذي يسحرك جمال طبيعته المليء بكل أنواع الخضار والفواكه التي تشتهيها نفسك.
سهل سميط الذي تبلغ مساحته 8 ألاف دونم، كان شاهدا على أشكال عنف جيش الاحتلال بتدريباته العسكرية، أصبح بفضل مزارعين تلك المنطقة الذين اصلحو تلك الأراضي لتصبح منطقة جذابة لأبناء فلسطين في مزارعه الخضراء الجميلة.
لم يقتصر الدور على المزارعين فقط بل كان هناك جهودا من سلطة الطاقة وسلطة المياه الفلسطينية بتوفير كافة السبل لتكون المنطقة مليئة بالمياه من خلال المساهمة في حفر الآبار وفحص المياه بشكل دوري، ولا نغفل أيضا دور رئيس المجلس القروي لمنطقة الفارعة حسين الحمود.
يقول حسين الحمود رئيس المجلس القروي في الفارعة "منذ البداية ساهمنا في تحويل المياه إلى مناطق سهل سميط لإحيائه وجعله منطقة زراعية".
ويضيف الحمود " حاولنا جاهدين مع سلطة المياه للمساهمة في حفر الآبار وإيصالها لكافة مناطق السهل، وبالتعاون مع سلطة الطاقة تم إيصال الكهرباء للمنطقة وإحيائه بالشكل المطلوب".
المزارع سمير الحمود (63 عاما )، يمتلك 2000 دونما من أراضي سهل سميط وهو أول من جاء إلى هذه المنطقة والذي بدأ بوصفها منطقة سيئة لا تصلح للزراعة إلا لبعض المزروعات كالقمح والشعير، ليبدأ مرحلته في استصلاح الأرض ولتصبح صالحة لزراعة من مختلف الأنواع.
يقول سمير الحمود "بدأت بالزراعة البعلية كانت بالبداية في زراعة الشمام الذي لقي نجاحا كبيرا في المنطقة، وفي ذات الوقت خطرت في بالي فكرة حفر بئر ارتوازي لنكتشف إن ماؤه نقية جدا بالفحص المخبري، وفيما بعد قمنا بحفر الكثير من الآبار لتصبح المنطقة غنية بوفرة المياه والطابع النباتي".
يتابع الحمود " أكثر الصعوبات التي واجهتنا ومازالت هي الأدوية التي يتم استعمالها للخضار فمنها ما يكون ضارا جدا ومنها غير صالح للاستعمال، وغير ذلك السماد الذي يكون في بعض الأحيان ضارا بالصحة، فلم يكن بوسعنا إن نستخدم مثل هذه المواد لذلك نتوخى الحذر عند شرائنا لمثل هذه المواد كي لا ننخدع في صلاحيتها".
"أكثر ما يخيفنا في فصل الشتاء هو الصقيع الذي يتلف مزروعاتنا، ولكن نحاول مقاومة ذلك من خلال إشعال النار ليتكون الدخان ويمنع تكون الرطوبة والصقيع " ، هكذا عبر الحمود عن خوفه من قدوم موسم الشتاء، وعلى حد تعبيره فإن " المزارع هنا لقمته مغمّسة في السم". معبرا عن معاناة المزارع في جلب رزقه
باستياء عارم يملؤ تجاعيد الستيني بسبب تصدير اغلب ما يتم إنتاجه لإسرائيل يقول " أكثر ما يعتمد المزارع في سهل سميط على موسم الخيار الذي يستخدم للمخللات، فيتم إنتاج ما يزيد عن 15 ألف طن ليتم بيعها للوسطاء لإسرائيل بنسبة 75% من المنتج، وذلك بسبب ان مصانعنا الفلسطينية لا يوجد لديها القدرة على استيعاب أكثر من قرابة 25 % من إنتاجنا".
ويتسائل حمود " فلماذا يتوجه بعض الشبان إلى المستوطنات للعمل في إسرائيل تاركين ابن بلدهم الذي قد يكون أفضل له من غربة في موطنه، علما بأن سهل سميط يساهم في تشغيل الأيدي العاملة قرابة 5000 نسمة في كل موسم لنوع معين من الخضار أو الفواكه".
* نقلا عن جريدة الحياة