الرئيسية / مقالات
قهوة عبرية و بلفور بقلم نجوى عدنان
تاريخ النشر: الخميس 03/11/2016 07:42
               قهوة عبرية و بلفور بقلم نجوى عدنان
قهوة عبرية و بلفور بقلم نجوى عدنان

 صباح أمس كان الحزن يملأ قلبي ومع ذلك قررت أن أكتب لنوفمبر المشؤوم، تسع وتسعون عاماً على وعد آرثر جيمس بلفور الذي لا يملك فلسطين لشعب لا يستحقها.

لنعود بالزمن قليلاً حيث كان عدد اليهود بالأراضي الفلسطينية لا يتجاوز 5%، والذين فاق عددهم 6 ملايين حالياً، من أعطاهم الحق بتملك كل هذه الأراضي التي يعيشون عليها؟

مع احترمي للقائد أبو عمار إلا أنني في بعض الأحيان أبغضه حينما أتذكر خطابه عام   1993عندما أعلن اعترافه بدولة اسرئيل، وتبنى التعايش السلمي والاستقرار من خلال المفاوضات، مقابل الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلة لشعبنا الفلسطيني في كل مكان، ولنضع خطين تحت "ممثلة في كل مكان"، واتفاقيات سايكس بيكو، أوسلو، كامب ديفيد... كلها فاشلة!

ولأصيب الهدف أكثر، سأقول أننا كلنا نطبع مع إسرائيل، عندما يفضل العامل مائة شيقل يومياً من اليهودي على أن يعمل بخمسين مثلها عند أولاد بلده، وحينما لا نستطيع أن نأكل بدون الكوكاكولا، وعندما تعمل الشركات الفلسطينية على تعبيد طرق المستوطنات، وعندما يزداد اقتصاد إسرائيل جراء الكم الهائل من التصريحات التي تسمح لنا برؤية البحر، بهذا لا يكون التطبيع الأكبر هو السيد أبو مازن أثناء تقديمه التعزية ببيرس، وإنما جميعنا نبيع فلسطين دون وعي منا.

إن الماضي لا يعود لنحذف جميع الخيانات لهذا لوطن، أو نغير الأخطاء الفادحة بحقه، لكننا أمام مفرقين بالوقت الحالي إما قبول المفاوضات للتعايش السلمي بين الجهتين، أو المقاومة والدم، لكن ذلك لم يجد نفعاً طوال هذه الأعوام، وتقسمنا بين مؤيد ومعارض للحزب ورفضنا المشاركة بالحياة السياسية القذرة.

إنني مع فتح بطريقتها للحوار مع الجانب الأخر،  ولكن هل إسرائيل صدقت بوعدها يوماً، إنها لعبة ذكية لكسب الوقت بالمفاوضات تلهينا بالأوراق والجوع لتستقطب أكبر قدر ممكن من اليهود.

وأنني مع حماس بأن الذي أخذ بالقوة يجب أن يسترد بالقوة، ولكن السلاح ليس الحل! وراء العنف هناك كل يوم شهيد يسقط حباً للوطن، ولكن بالنهاية هو إنسان لديه عائلة وأحلام وطموح، فهو يستحق الحياة كذلك.

إذا أين يكمن الحل بهذا الصراع البارد؟ إن الجواب بسيط جداً لو فكرنا بتغيير أنفسنا، بدأنا بحقيق أحلامنا فكل شخص منا لدية موهبة ينميها ويوصلها للعالمية، هل قلت العالمية! أجل إن وصلنا لخارج جدار الفصل العنصري نستطيع أن نعبر عن أنفسنا باسم فلسطين، تماماً مثل محمد عساف، إنه رجل بسيط يمتلك صوت بقوة غزة عبر من خلاله عن معاناة 12 مليون فلسطيني.

إن الدولة التي تحصل على أفضل معلمة في العالم وأفضل مدرسة لا يمكنها أبداً تعليم الإرهاب،  الفكرة بسيطة نبدأ بتغير أنفسنا فنتحرر من التعصب والانقسام الداخلي، نصبح أكثر وعياً لما يدور حولنا فيعود حقنا بالتأيد العالمي وتغيير صورتنا بوسائل الإعلام العالمية بأننا شعب يستحق الموت.

الخطوة  الثانية أن نتلاشى وجود محمد دحلان، وماجد فرج في معجزة الانتخابات القادمة، باختلاف الأشخاص لكن تبني الفكرة واضحة، كذلك هل يمكن أن ننتخب اسماعيل هنية ويصبح رئيس محاصر بقطاع غزة فقط!، أو الخيار الأفضل نضعه بموسوعة جينيس سجين بأيدي الاحتلال يحكم، كمروان البرغوثي!.

الخيارات لرئاسة واضحة كلها جميعاً بدون استثناء لن تغير الوضع الراهن، لذلك نحن بحاجة لفكرة جديدة تحكم، وهي السلطة الرابعة بنظركم وبنظري هي السلطة الأولى والأخيرة، لكسب ود العالم وتأييده للقضية الفلسطينية، من خلال التمسك بتراثنا والحجارة الكنعانية  وأكلاتنا الشعبية بطيورنا والورود والحيوانات التي تسكن هذه البلاد منذ قرون، بحياتنا اليومية البسيطة ونسوقها للعالم لإثبات حقنا بهذه الأرض.

فأن أكثر ما أحزنني أمس، خروج زميلتي من الامتحان وهي تبكي لأنها خسرت علامة على سؤال "ماذا يعني الثاني من نوفمبر للشعب الفلسطيني؟"، فضحكت بوجهها وقلت سأعزمك على القهوة  العبرية السادة والتحلية ستكون نص وعد بالفور.

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017