الرئيسية / الأخبار / حق العودة
من سلسلة قسوة محطات الانتظار .. سنحاكم الشمس والهواء والازقة… بقلم : فريد مسيمي
تاريخ النشر: السبت 05/11/2016 08:51
من سلسلة قسوة محطات الانتظار .. سنحاكم الشمس والهواء والازقة… بقلم : فريد مسيمي
من سلسلة قسوة محطات الانتظار .. سنحاكم الشمس والهواء والازقة… بقلم : فريد مسيمي

 الا يحق لنا ذلك..الا يحق لنا ان نخضع كل من يصادر حقوقنا الطبيعية حتى لو كانت الطبيعة نفسها ام اننا اعتدنا على ان نتعايش مع ما يفرضه الواقع علينا حتى لو كان ذلك يمس أبسط حقوقنا الانسانية وأبسط متطلبات حياة البشر ..

نعيش في مخيمات اللجوء منذ أن سلبنا حق الحياة الكريمة على أرضنا واجبرنا على مغادرة السهل والجبل وفضاء الحرية وبدله عالمنا الصديق بكرت التموين أجبرنا على حمل متاعنا ونصب خيامنا وكنا نحسبها محطات انتظار مؤقتة فاستبدلت باقببة تشبه البيوت لتصبح محطات شبه دائمة بيوت متلاصقة لا تعرف توسعا افقيا على مساحة لا تتعدى الكيلو متر الواحد نعيش فيها لنستر انسانيتنا الملسوبة.

بيوتنا في مخيمات اللجوء أوسعها لا يتسع لجمع اسرة ممتدة لتقيم مناسبة زواج او عزاء او حتى لقاء عائلي بسيط لابل ومارست الشمس سطوتها وأبت دخولها ورفضت ان تعلن لنا من أين تشرق من الغرب ام من الشرق  فاستبدلنا ذلك بانارة الكهرباء بديلا عنها لانها لا تستطيع اختراق الجدران لتضيئ لنا المكان فهي بحق ظالمة مستبدة جائرة…بل ومارس الهواء علينا قسوته فحرمنا من نسيمه العليل ورفض ان يلامس حتى اجساد اطفالنا البريئة وجبهاتهم التي طغت عليها حرارة الجسد من شدة المرض وحرمتهم  النوم..أزقة تلازمنا في كل موقع جدران متلاصقة وشوارع ضيقة كانها رسمت بيد فنان غاضب حتى لتحرم أمواتنا من مغادرة  ببيوتهم بكرامة وهم محمولون إلى الاكفان التي تنتظرهم في مكان بعيد لانها لا تتمكن من اجتياز الازقة فهل الازقة ظالمة هي الاخرى؟… كل من يلازمنا ويعيش معنا في مخيمات القهر هو ظالم ومشترك بالجريمة التي مورست علينا في زمن يبدو انه لم يكن على اجندة العالم..

لن نرحم الشمس والهواء والازقة والشوارع فهي سبب معاناتنا وألامنا فاحتجاب الشمس عنا جعلنا عرضة لاستهلاك الكهرباء التي نجبر على إنارتها طوال النهار حتى نتمكن من دخول غرفنا ومطابخنا ووقضاء ومنافعنا المظلمة وضيق ازقتنا حرم موتانا ومرضانا من الخروج من بيوتهم بكرامة.. وضيق شوارعنا حرم اطفالنا من ممارسة العابهم البسيطة كابسط حقوق الطفولة وهواؤنا العليل لا نعرف له نسيما ونحن نتمترس خلف الجدران العالية…فهل هم المجرمون لنحاكمهم ؟! ام هناك مجرمون اخرون.؟؟؟ .

من سلسلة قسوة محطات الانتظار ..

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017