الرئيسية / مقالات
' الشعب الفلسطيني بين حل السلطة وحل الدولتين '
تاريخ النشر: الأحد 06/11/2016 06:14
' الشعب الفلسطيني بين حل السلطة وحل الدولتين '
' الشعب الفلسطيني بين حل السلطة وحل الدولتين '

 بقلم  أ. باجس عمرو 


بعد مرور خمسين عاما ع وعد بلفور  المشؤوم يجد الشعب الفلسطيني نفسه مجددا تتلاطمه الأمواج  وسط بحر لجي مظلم  تكاد الريح تعصف به دون رحمه ولا يزال ولاة أمره ضد الشعب يتنافسون على قيادة سفينتهم ولا يزال كل طرف يظن أنه الأقدر على إبحار تلك السفينة إلى بر الأمان .

مرت القضية الفلسطينية ف 99 سنة الماضية في كثير من المنعطفات التاريخية الهامة وكان الشعب الفلسطيني في كل مرة يخرج من تلك المنعطفات بأقل الخسائر ومجددا يقف هذا الشعب على مفترق كبير وخطير جدا فانقسم هذ الشعب بين مناد بحل السلطة وبين مناد بحل الدولتين وقد تجددت الدعوة إلى حل السلطة مرة أخرى على لسان أمين أمن حركة الجهاد الإسلامي وهذه الدعوة قديمة جديدة وكانت قيادات وازنة في المعارضة الفلسطينية ادعت مرارا وتكرارا إلى حل السلطة ولعل بعض الأصوات في حركة فتح دعت إلى ذلك أيضا .. وقد قام الرئيس الفلسطيني غير  مرة بتنويه بذلك الخيار وإن لم تكن تهديداته تؤخذ على محمل الجد بسبب التعنت الإسرائيلي ووصول عملية السلام القائمة على مبدأ حل الدولتين إلى طريق مسدود

والسؤال الكبير هنا  والذي يطرح نفسه  يقول : هل نحن جادون في مطالبتنا بحل السلطة ؟ وهل هذا الخيار هو خيارنا الوحيد ؟وما البديل الذي سيقوم مقام السلطة ؟
يعتقد الكثير من الفلسطينيون أن السلطة على علاتها هي انجاز وطني حصل عليه الفلسطينيون بتضحياتهم الكثيرة وتساءل هؤلاء عن البديل الذي سيتولى الأمر بعد حل السلطة وهم يستغربون من تلك الدعوات أصلا وهم يقولون أن حل السلطة ليس هو الخيار الصحيح وأن بديل السلطة هو العودة إلى حكم الادارة المدينة التي أذاقت الشعب الفلسطيني الأمرين ، ويتساءل هؤلاء أيضا عن كيفية التفاعل مع آلاف الموظفين وآلاف العائلات والمؤسسات التي ترعاها السلطة وهم يطالبون كل مت ينادي بذلك الخيار الى إيجاد بديل ضمن خطة شاملة تحدد فيها معالم مرحلة ما بعد حل السلطة قبل الخروج إلى الاعلام بهذه الدعوات غير الجدية وإنما الغرض منها هناك الفئة الحاكمة والتي تتولى زمام الأمور على رأس السلطة ، وبالمقابل يدافع المنادون بحل السلطة عن موقفهم فالسلطة حسب رأيهم قامت لتكون نواة للدولة التي ستعيش بسلام إلى جوار دولة الكيان الصهيوني وذلك حسب مبدأ حل الدولتين هذا بالرغم من معارضتهم له لم يتحقق وهم يقولون أن السلطة تحولت إلى سلطة وظيفية حملت عن الاحتلال أعباءه وأراحته من تكاليف إدارة الشعب الفلسطيني المحتل ويشمل التكاليف الاقتصادية والأمنية والسياسية بالاضافة إلا أن السلطة وقفت حائلا بين  الشعب الفلسطيني ومقاومته المحتل ويزعمون أن السلطة ما تعانيه من أزمات في جميع النواحي بسبب انزلاق الأفق السياسي والإنقسام الحاصل داخل الحزب الحاكم ليؤدي بالنهاية إلى سقوط السلطة بالإضافة إلى أن محاولات الدول الراعية للسلام بإبقاء السلطة واقفة على قدميها ستبوء بالفشل .

وقد تاه الشعب الفلسطيني بين المنادين بحل السلطة والعودة إلى مقاومة الاحتلال وبين المنادين بالابقاء على السلطة اللاهثين وراء علمية السلام القائمة على حل الدولتين.
 
 
mildin og amning mildin creme mildin virker ikke
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017