عقد على مدار يومين في بيت ساحور

نابلس:أصداء

أوصى المشاركون في مؤتمر السياحة البيئية الأول الذي عقد في بيت ساحور على أهمية توحيد المفاهيم ذات العلاقة وتعميمها، نحو إستراتيجية مفاهيمية للسياحة البيئية، وكحجر أساس تراكم عليه جهود التكامل المؤسسي المرجو في مجال السياحة البيئية، وتشكيل فريق عمل وطني، برئاسة وإدارة وزارة السياحة والآثار، على أسس تكاملية بين كافة قطاعات العمل (الرسمي، الأهلي، الخاص، الأكاديمي-البحثي، المجتمعي)، لوضع خريطة عمل وطنية لإدارة السياحة البيئية في الواقع الفلسطيني.

وتضمنت التوصيات الـتأكيد على ضرورة الاستمرار بعقد المؤتمرات اللاحقة تحت شعار "السياحة البيئية لحماية الإنسان والأرض والهوية، ووسيلة فاعلة لحماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة والاستمرار بتضمين كافة الفعاليات والأنشطة وورش العمل والمؤتمرات المستقبلية في مجال السياحة البيئية نماذج نجاح فلسطينية من منطلق ان تعميم التجارب الناجحة أفضل سبل التعلم ونقل الخبرات، مع التأكيد على ضرورة تنويع هذه التجارب ومقدميها والاهتمام بها ودعمها حتى لو كانت متناهية الصغر.

ووجهت التوصيات الدعوة لأصحاب العلاقة من مختلف القطاعات لتحمل مسؤولياتهم في العمل على تحقيق بيئة داعمة للسياحة البيئية (تثقيفيا وتوعويا وتشريعيا وقانونيا، وبنى تحتية، وسياسات واستراتيجيات، وتحفيز الاستثمار، ....) ودعم كافة الجهود المبذولة في مجال حماية الطبيعة والمحميات الطبيعية كأحد أهم وسائل إدماج المجتمع في السياحة البيئية وتحقيق التنمية المستدامة والتأكيد على أهمية دور التربية والتعليم في تعميق القيم وتحقيق الوعي البيئي، نحو خلق اتجاه إيجابي مجتمعي داعم للسياحة البيئية.

وأكدت التوصيات على ضرورة الاستفادة بكافة الوسائل الممكنة للترويج للسياحة البيئية ودعمها: كالوسائل الإعلامية الحديثة والنشاط الكشفي الإرشادي والرحلات المدرسية، والمتاحف البيئية، والنوادي الخضراء، وكذلك الاستفادة في هذا المجال بالإمكانات والخبرات المتراكمة والمثمنة للمؤسسات السياحية الناشطة مثل Visit Palestine، الملتقى الفلسطيني للتصوير والاستكشاف، ومركز حفظ التراث الثقافي. ودعوة للتكامل في تأسيس مكتبة تقليدية وأخرى الكترونية للسياحة البيئية تحتضنها وزارة السياحة والاثار

وتضمنت التوصيات إطلاق منتدى حواري حول السياحة البيئية، تحتضنه وزارة السياحة والآثار  وسلطة جودة البيئة وجمعية الحياة البرية في فلسطين ومن خلال الأنشطة المعتمدة مثل Mahmyat.ps واعتماد مؤشرات تنموية ديناميكية متجددة تعكس الرؤية الاستراتيجية الوطنية لاعتماد وتقييم المقاصد والمسارات السياحية البيئية، نحو تحديد آليات الاستثمار السياحي البيئي والاهتمام بكافة الجهود الأكاديمية والتدريبية الهادفة إلي رفع مستوى الكادر السياحي (كالبرامج السياحية الأكاديمية والدبلومات المهنية للأدلاء وغيرها).

كما أوصى المؤتمر الاهتمام بتحديث وتوسيع قواعد البيانات ذات العلاقة في إطار علمي ومهني متخصص وشفاف يسمح بتدفق المعلومة لمحتاجها في الوقت والزمان المناسبين، مع اعتماد نظم المعلومات الجغرافية كأداة معالجة أساسية لهذه البيانات والمعلومات. ودعوة وتشجيع المبادرات الشبابية  للمشاركة في المسارات البيئية على مستوى الوطن لما لها من أهمية كبرى لتعزيز الانتماء للوطن والتأكد على وحدة شطري الوطن (الضفة وغزة)، في التشريعات والخطط والاستراتيجيات الوطنية للسياحة البيئية.

وأكدت التوصيات على أهمية حضور ومشاركة كافة من لم يشارك من أطراف العلاقة والمستفيدين في هذا المؤتمر، في الأنشطة والفعاليات المستقبلية المماثلة علميا وعمليا كالمؤسسات المجتمعية، الإدلاء السياحيين ومكاتب السياحة، والهيئات المحلية، وكذلك الاهتمام بشكل خاص بذوي الاحتياجات الخاصة واليات إدماجهم وتحقيق استفادتهم من أنشطة السياحة البيئية ومشاريعها وبرامجها، والعمل على حضور من يمثلهم في الفعاليات والأنشطة المستقبلية ذات العلاقة. والاستمرار بعقد المؤتمرات وورش العمل والأنشطة ذات العلاقة بالسياحة البيئية في مناطق ذات علاقة بالمشهد الثقافي الطبيعي والبدء بالتحضير العملي على ارض الواقع للمؤتمر الثاني للسياحة البيئية في فلسطين، ضمن سلسلة سنوية لهذا المؤتمر، تأكيدا على أهمية هذه المؤتمرات في جمع الجهود وتنظيمها والمساعدة على تحقيق تكامل مؤسسي يشكل رافعة حقيقية للسياحة البيئية في فلسطين، وكذلك عقد ورش عمل شهرية او فصلية مساندة بمشاركة كافة المؤسسات ذات العلاقة.

وكانت فعاليات مؤتمر السياحة البيئية الأول قد عقد في منتزه عش غراب –بيت ساحور، تحت رعاية معالي وزير السياحة والاثار السيدة رولا معايعة، وعطوفة رئيس سلطة جودة البيئة م. عدالة الاتيرة. وذلك يومي الأربعاء والخميس التاسع والعاشر من شهر تشرين الثاني 2016، موزعا على 3 جلسات رئيسة ويوم ميداني في بتير.

وتوجهت اللجنتين التحضيرية (عضوية كل من د زياد قنام و د مشيل حنانيا  والسيد احمد النعيرات والسيدعماد البابا والسيدة اكرام قطينة والسيد محمد اسماعيل والاخت غيداء راحيل والسيد عماد الاطرش مقررا) والعلمية (عضوية كل مند زياد قنام  والسيد احمد النعيرات والسيدعماد البابا والسيد عماد الاطرش مقررا) للمؤتمر بعميق الشكر والتقدير  لمؤسسة هانس زايدل والاتحاد الاوروبي ولجميع الباحثين على ما قدموه من جهد علمي خلال الجلسات الثلاث التي نوقش خلالها واقع وافاق السياحة البيئية وتنظيم ومأسسة مفاهيم السياحة البيئية والمخرجات البحثية العلمية للأبحاث الجامعية، وكذلك تثمن لجنتي المؤتمر جميع المبادرات الفردية والمؤسسية والمؤسسات ذات العلاقة والاهتمام بالسياحة البيئية على كافة الجهود التي بذلت وما زالت تبذل في هذا الإطار. كذلك أشاد الحضور وبالإجماع بالدور التنموي الذي تلعبه ويمكن ان تلعبه السياحة البيئية في الواقع الفلسطيني.