الرئيسية / الأخبار / فلسطين
"منتصر" ست سنوات من اللاحياة لم تكفي ليعتبر حالة إنسانية
تاريخ النشر: الأحد 13/11/2016 14:54
"منتصر" ست سنوات من اللاحياة لم تكفي ليعتبر حالة إنسانية
"منتصر" ست سنوات من اللاحياة لم تكفي ليعتبر حالة إنسانية

كتبت روان ابو ليلى

 كان حادث السير الذي وقع في يوم ماطر مع بديات شهر شباط من العام 2010 كفيلا بأن يغير حياة عائلة كاملة بعد أن أفجعهم بإصابة إبنهم بالحادث بسبب السرعة الزائدة.

 

العشريني منتصر عثمان شاب يسكن مخيم عسكر الجديد ركب سيارته مع مجموعة من أصدقائه بعد انتهاء دوامهم المدرسي في إحدى المدارس القريبة من منزله، بدأت سرعته بالازدياد شيئا فشيئا مع ملاحقة إحدى السيارات له ظناً منه إنها لوحدات القوات الخاصة الإسرائيلية .

كان حينها فتى في مقتبل العمر يبلغ الثامنة عشر عاما، ما إن تدخل إلى غرفته في المستشفى حتى تصدمك حالته الصحية التي تدهورت نتيجة حادث سير .

ست سنوات كانت كفيلة بتغيير ملامحه بشكل كلي منذ وقوع الحادث إلى الان فهو لا يبدي  أي حركة أو نشاط بدني، توالت عليه السنوات ومر الزمن وهو طريح الفراش لا يدرك شيئا مما يدور حوله فأضحى اليوم يبلغ من العمر 24 عاما.

يتحدث  محمود عثمان شقيق المريض منتصر عن ما حدث في ذلك اليوم، "وقع الحادث بتاريخ 3/2/2010 كان أخي وقتها طالب توجيهي في مدرسة المساكن، بعد أن أنهى دوامه الدراسي ركب مع أصدقائه سيارة غير مرخصة وأخذوا يتجولون فيها، لكن تفاجأ بأن هناك سيارة تلاحقهم، كان أخي هو الذي يتولى القيادة فخاف جدا ظناً منه أنهم قوات خاصة فزاد السرعة عَله يستطيع التملص منهم مما تسبب بالمصيبة بحيث فقد التحكم مما أدى لانزلاق السيارة عند زاوية بسبب مياه الأمطار وانقلبت عليهم"

ويضيف عثمان، "أخي أكثر من تأذى من الحادث كونه كان يتولى القيادة، أصدقاءه أصيبوا ببعض الكسور والجروح شفيوا منها بعد فترة، أما هو ما يزال يرقد في المستشفى منذ ذلك الوقت بالإضافة إلى أنه خضع للعديد من العمليات منها في الرئتين وأطرافه والرأس وحدث معه تلف في بعض خلايا الدماغ وإلى الان يعاني من مشاكل عدة"

ويقول الطبيب المشرف على حالة منتصر الأخصائي مظهر دروزة، "تعرض منتصر لإصابة قوية في رأسه مصحوبة بفقدان الوعي وعدم القدرة على التنفس، صحيح أنه تم عمل الإسعاف الأولي له لكن لا فائدة لأن الإسعاف لم يصل إلى موقع الحادث مباشرة بعد وقوعه، مما أدى إلى نقص الأكسجين في الدماغ وإصابة محور الدماغ الرئيسي بضرر"

"أُدخل منتصر قسم العناية المركزة وبقي يتلقى العلاج بسبب حالته الصحية غير المستقرة، أجرينا له فحص سريري ومخبري وبعد استكمال الصور الشعاعية تبين وجود استسقاء دماغي، فتابعناه بعناية حتى ظهر استقرار على حالته الصحية وبدأ يتنفس لوحده دون أجهزة"

 

ويضيف دروزة، "خضع لعدة عمليات بسببب التقرحات الجلدية في منطقة الظهر والفخذين ويعاني من وجود إفرازات من القصبة الهوائية والتهابات في مناطق مختلفة في جسمه، وتم عمل صورة طبقية لتقييم حالته أظهرت وجود كيس هوائي في المنطقة الجبهية الصدعية اليسرى ضاغط على الدماغ فأجريت له عملية وتم سحب الهواء لكن لم يحدث تحسن ملحوظ عليه وبعد الاطلاع على الصورة الجديدة بعد العملية تبين من خلالها إعادة تجمع الهواء بسبب كسور الجمجمة ودخول الهواء من الأنف ثم إلى الدماغ، مما يستدعي إجراء عملية جراحية كبيرة لترقيع قحف الجمجمة"

 

ويؤكد الدكتور دروزة بأن حالة المريض غير مستقرة، وينصح بمواصلة علاجه في المستشفى تحت إشراف طبي على مدار الساعة حتى لا يطرأ تدهور على حالته الصحية بسبب الكيس الهوائي الضاغط على دماغه.

 

تسمى الحالة التي يعاني منها منتصر بالحالة الإنباتية المستديمة وتتمثل في اضطراب الوعي لدى المريض نتيجة وقوع ضرر في خلايا دماغه، يمر فيها بمظاهر اليقظة والنوم وفتح العينين وتحريكهما بشكل عشوائي وإصدار أصوات غير مفهومة، ولا تعبر هذه الحركات عن إدراك المريض لنفسه أو ما يدور حوله إنما مجرد أفعال لا إرادية بحيث أنهم لا يستطيعون تنفيذ أوامر معينة او أداء حركات هادفة، وفي حالة تضرر خلايا الدماغ الناجم عن إصابة فإنه يتم اعتبار المريض مصابا بالحالة الإنباتية بعد مرور عام لدخوله فيها.

 

غطت وزارة الصحة تكاليف علاجه لمدة ست سنوات نظرا لعدم قدرة عائلته على تغطية التكاليف الباهظة لكن حاليا يوجد خلاف على موضوع التغطية المالية لعلاج منتصر، وهذا ما يؤكده محمود شقيقه، "تم تغطية علاجه من تاريخ 3/2/2010 حتى 1/1/ 2016 تم إيقافها، وحتى هذه اللحظة يوجد مشاكل بالنسبة للتغطية المالية فالأمر رهن قرارمسؤولة التحويلات في وزارة الصحة أميرة الهندي وهي ترفض استكمالها، والأدهى والأمر أنها ومع الأسف لا تعترف به كمريض وحالة إنسانية وتسميه خارج عن القانون"

ويُذكر أن منتصر يتعالج منذ تاريخ 1\1\2016 في مستشفى الاتحاد بنابلس على نفقة المستشفى الخاصة ويكشف الأطباء على حالته الصحة بانتظام دون أي مقابل، لكن إلى متى؟

 

mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke
المزيد من الصور
"منتصر" ست سنوات من اللاحياة لم تكفي ليعتبر حالة إنسانية
"منتصر" ست سنوات من اللاحياة لم تكفي ليعتبر حالة إنسانية
"منتصر" ست سنوات من اللاحياة لم تكفي ليعتبر حالة إنسانية
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017