بقلم أ. باجس يونس عمرو
تابع سكان المعمورة باهتمام بالغ الإنتخابات التي جرت في الغابة الكبيرة المسيطرة والتي تنافس فيها الحمار والفيل على منصب الرئاسة، وقد تميزت هذه الإنتخابات بالمنافسة الشديدة بين المرشحين حيث قام كلا المرشحين بالإدلاء بعدد من التصريحات والتي تناولت عدد من القضايا الهادفة التي تهم سكان الغابة وقضايا أخرى تهم سكان المعمورة بأسرها ، وقد تميزت التصريحات التي أدلى بها الحمار بالتوازن النسبي حيث أنه حاول دائما الإمساك بالعصا من المنتصف ، أما منافسه الفيل فقد تميزت تصريحاته الإنتخابية بالتطرف والعدائية، وعلى الرغم من التباين الكبير بين الحمار والفيل إلا أنهما اتفقا على كثير من المواقف سنحاول تسليط الضوء على بعضها .
كان موقف كل من المرشحين حسب رأي الكثيرين من الأسد متشابها وهو تركه يعيث فسادا في تلك الأرض التي يعيش فيها، يقتل أبناءها ويسفك دماء نساءها ويشرد من بقي على قيد الحياة منهم ويحولهم إلى نازحين في اوطانهم ،أو إلى لاجئين في أماكن أخرى. فالفيل الذي أعلن صراحة أنه سيهتم بالشؤون الداخلية في بلده لم يكن أحسن حالا من الحمار الذي حاول دائما حل القضية في بلد الأسد وفقا لمصالحه وهواه .
وقد توافق أيضا كل من المرشحين في موقفهما من أبناء القردة والخنازير وقد التزم كل من الطرفين بالحفاظ على أمن وسلامة تلك الفئة المقتصدة التي احتلت أراض ليست لها وأقامت عليها وطنا مزعوما ، وقد التزم كل من المرشحين بمواصلة الدعم العسكري والسياسي لهؤلاء متجاهلين حقوق شعب أصيل يعيش على هذه الأرض .
أما موقف المرشحين من القضايا التي تهم الحصان العربي فلن تختلف كثيرا فجميع تلك القضايا وضعها تحت وهم كبير وهو محاربة الإرهاب، ومحاربة الإرهاب كانت دائما العصا الغليظة التي يتم فيها التعامل مع الحصان العربي ، فقد تم التعامل مع سكان تلك البلاد كذئاب منفردة يجب ملاحقتهم والقضاء عليهم ، وعلى الرغم من التوافق الحاصل بين المرشحين في بعض القضايا إلا أن هناك تباين في قضايا أخرى أيضا، وقد تباين موقف الفيل والحمار من الطيور المهاجرة التي حطت رحالها في الغابة الكبيرة ، فقد دعى الفيل إلى طردها جميعا وبناء جدار يحيط بالغابة ويحول دون عودتها مجددا وهذا أمر عارضه الحمار قائلا : إن هؤلاء مكونا أساسيا من مكونات الغابة الكبيرة وكان من الملفت للمتابع لهؤلاء لهذه الإنتخابات هو الإتهامات التي كالها الحمار للدب للتدخل لصالح الفيل وذلك من خلال كشف رسائل البريد الإلكتروني الخاصة به ولعل الفيل لم يخف رغبته في التقارب مع الدب .
إن التباينات والتوافقات الحاصلة بين الفيل والحمار في السباق نحو الرئاسة تعد أمورا دعائية وشكلية يحاول فيها كل طرف استمالة الأصوات إلى جانبه وقد ظهر هذا جليا من خلال التصريحات التي أدلى بها الفيل بعد فوزه ، لقد تراجع كليا او جزئيا عن كثير من مواقفه مما حدا ببعض المراقيبن إلى أن يقول ان الفيل وعد الناخبين بالوليمة الكبيرة إلا أنه قدم لهم الساندويش وهذا يدعم الرأي القائل بأنه لا خلاف بين الحمار والفيل في الجوهر وأن إدارة الغابة المسيطرة لن تختلف باختلاف الرئيس .
سجن النقب الصحراوي