ربما يعتقد الكثيرون أن الهواتف الذكية التي بحوزتنا الآن مثل الآي فون وغلاكسي وإكسبريا وغيرها وصلت إلى قمة التطور التكنولوجي، ولكن هذا ما كان يعتقده الناس في الماضي عندما أطلقت شركة موتورولا أول هاتف محمول لها في العام 1983 وبالطبع كان يعتبر طفرة تكنولوجية رهيبة في ذلك الوقت و احتكرت كل من نوكيا و موتورولا سوق الهواتف المحمولة في العالم قبل أن تقود المنافسة الآن في هذا السوق شركتا أبل وسامسونغ.
ومع ذلك عانت الشركتان خلال السنوات الماضية خسائر فادحة لعدم قدرتهما على المواكبة و المنافسة أمام شركات أخرى قوية. وتم بيع موتورولا لشركة جوجل قبل أن تقوم الشركة الصينية لينوفو بشرائها مقابل 3 مليارات دولار.
أما شركة نوكيا فحاولت البقاء عبر إطلاق هواتف لوميا مؤخراً ولكنها لم تحقق النجاح الذي يساعدها على البقاء وبيعت أسهمها بالكامل لمايكروسوفت، ولذلك يصبح عن شكل وطبيعة هواتفنا المحمولة بحلول عام 2050 منطقيا، فبقاء المنافسة على ما هي عليه ليس أبدياً والتطور الحاصل في دنيا الهواتف الذكية ليس نهائياً؟
ربما يتساءل البعض لماذا عام 2050؟، ويبدو أن مراكز الأبحاث والحكومات العالمية قد اختارت 2050 عاماً للتوقعات في إشارة إلى أننا سنعيش في عالم مختلف تماماً بحلول منتصف القرن الحالي ، فعلى سبيل المثال تتوقع الأمم المتحدة أن يرتفع تعداد سكان العالم من 7 مليارات نسمة إلى 9.6 مليارات نسمة، كما أن الطب سيشهد تقدماً، وسيتم تطوير لقاحات لعلاج أمراض مثل الملاريا التي تقتل حالياً حوالي مليونين من البشر سنوياً وربما سنجد حلاً لفيروس نقص المناعة المكتسب "الإيدز"، ولهذا السبب ولأن التكنولوجيا هي المحرك الأساسي للصناعة فإن شكل الهواتف الذكية في المستقبل سيكون مختلفاً هذا التقرير يحاول تلمس ملامح الهواتف الذكية بعد أكثر من 30 عاماً.
الهواتف الذكية كما نعرفها قد لا نجدها في المستقبل
يعتقد الباحثون أن الهواتف الذكية التي نعرفها الآن تحتاج إلى ثورة تكنولوجية لكي تتناسب مع المستقبل لذا فمن المتوقع أن نرى هواتف ذكية لديها شاشات قابلة للطي (ربما يحدث هذا قريباً جداً) إلى جانب هواتف محمولة تأخذ شكل سوار يمكن ارتداؤه حول المعصم، وتتحول إلى ساعة ذكية أو خاتم في الإصبع، وتعتمد الهواتف المستقبلية بحسب الباحثين على دمج حياتنا المادية والرقمية وربما نجد زوجاً من النظارات أو حتى عدسة لاصقة بالعين تتيح لنا إجراء المكالمات الصوتية والفيديو وتصفح الإنترنت بتقنيات ثلاثية الأبعاد، بل وتتبع الحياة الصحية للمستخدم وإخطاره في حالة حدوث أمر ما قد يضر بجسده.
سيري، كورتانا، جوجل ناو
ليس هناك أدنى شك أن الذكاء الاصطناعي سيلعب دوراً مهماً في حياتنا اليومية، ويتوقع الباحثون أن يتم إدخال الذكاء الاصطناعي في الهواتف الذكية فتقوم تلك الهواتف بإدارة حياتنا اليومية. ويمكن رؤية التقدم الذي أحرزته شركات التكنولوجيا في مجال الذكاء الاصطناعي حيث نجد المساعد الشخصي كورتانا الخاص بشركة مايكروسوفت وهناك أيضا "جوجل ناو" لشركة جوجل و"سيري" التابع لآبل وعبر هذا الذكاء الاصطناعي يمكن تلبية احتياجاتنا مثل طلب الطعام وشراء التذاكر وحجز الفنادق وجدولة المواعيد والبحث عن المعلومات وتخيل أن كل شيء تفكر به وترغب في الوصول إليه ستكون قادراً على فعله عبر هاتفك الذكي من خلال التحكم الصوتي.
التحكم بالهاتف الذكي عبر الموجات العصبية
ربما يعتقد الكثيرون أن التحكم بالهاتف الذكي من خلال العقل مجرد حلم أو أو ضرب من الخيال العلمي لا نراه إلا في الأفلام، ولكن من منظور مستقبلي فإن الكثير من الأحلام والأفكار الخيالية قد أصبحت واقعاً ملموساً كما أن هناك بعض الأبحاث التي تحدثت عن تقنية (BCI) ،وتعني الترابط الدماغي الحاسوبي، ومن خلالها يمكن التحكم بالهاتف الذكي بواسطة قطعة صغيرة يتم وضعها في الأذن، وتعمل على تحويل الإشارات العصبية في الدماغ إلى أوامر ومن خلالها يمكن للمستخدم الوصول للمعلومات ومختلف التطبيقات وحتى التحكم بالتلفاز والأجهزة الإلكترونية والكهربائية بمنزلك أو أي جهاز متصل بهاتفك الذكي.
في الختام، نود القول أن التوقعات وحدها لا تكفي لتحقيق النتائج المرجوة وربما يعتقد البعض أننا انجرفنا بعيداً عن الواقع ولكن من يدري؟ فربما تتحقق تلك التوقعات خلال السنوات القادمة وتحديداً عام 2050 بعد التقدم التكنولوجي الذي مازلنا نشهده.
ماذا عنك، كيف ترى وتتخيل الهواتف الذكية في المستقبل؟ شاركنا توقعاتك عبر التعليقات.
.هافينغتون بوست عربي