على هامش الذكرى ال69 لقرار التقسيم عام 1947، والذكرى ال23 لإعلان الإستقلال الوطني في الجزائر عام 1988، والذكرى الرابعة لمنح فلسطين مركز دولة بصفة عضو مراقب من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012، وبمناسبة انعقاد المؤتمرالسابع لحركة فتح،،، هناك أسئلة تفرض نفسها بقوة وتحتاج لإجابات سياسية( عقلانية وليست انفعالية):
أولا: هل شكل الرفض الفلسطيني والعربي لقرار التقسيم _الذي خصص للدولة العربية(فلسطين) نحو 42% من مساحة فلسطين التاريخية بما تشمل جميع الضفة الغربية وقطاع غزة والمثلث الفلسطيني وأجزاء من الجليل والنقب، وإخضاع القدس لنظام دولي خاص بوصاية الأمم المتحدة_ خطأً استراتيجيا تاريخيا يجب التوقف عنده في نقد العقل السياسي الفلسطيني، وقاعدة انطلاق لفحص أي سلوك سياسي مستقبلي.
ثانيا: بعد هزيمة الجيوش العربية، ووقوع النكبة عام 1948، واحتلال إسرائيل نحو 78% من فلسطين التاريخية، وقيام الأردن بضم الضفة الغربية عام 1950، وتولي مصر إدارة قطاع غزة، مما أدى عمليا إلى شطب فلسطين من الخارطة السياسية وشرد وشتت شعبها. هل تم اَنذاك تفويت فرصة واقعية بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على ذات المساحة التي ترفض إسرائيل في الوقت الحالي تخصيصها للدولة الفلسطينية( إلى جانب اشتراطات إسرائيل غير المنتهية بإفراغ الدولة الفلسطينية من أي مضمون سيادي، ورفضها عودة اللاجئين حتى للدولة الفلسطينية الناشئة).
ثالثا: هل من سبيل للخروج من مازق حل الدولتين المتوافق عليه دوليا بصيغته الحالية، بعد أن شهد حالة وفاة سريرية منذ فشل تطبيق خطة خارطة الطريق قبل أكثر من 10 سنوات.
رابعا: هل التوجه الفلسطيني نحو تجسيد مكانة الدولة الفلسطينية في المؤسسات الدولية، في ظل السياسة الإسرائيلية بفرض الحقائق الاحتلالية والتهويدية على الأراضي الفلسطينية وبصورة خاصة في القدس الشرقية، سيحدث المزيد من التدهورفي الأوضاع لصالح دولة الاحتلال، في ظل الانقسام الفلسطيني والتمزق العربي والنفاق الغربي، وعدم وجود أدنى مؤشر لممارسة أي ضغط جدي على إسرائيل كي تمتثل للقانون الدولي والشرعية الدولية.
أمام هذه الأسئلة وغيرها الكثير، يبرز السؤال الأهم والأصعب،،،
خامسا : لماذا حتى الاَن وبعد مرور أكثر من قرن من بدء الصراع، وأكثر من نصف قرن من تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية والتنظيمات الفدائية، ورغم النضالات البطولية والتضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب الفلسطيني لم تتمكن "قيادته" من تحقيق إنجازات سياسية تليق بشعب عظيم يسعى لنيل الحرية والاستقلال، وكيف يمكن أن تحول "القيادة الفلسطينية" تلك النضالات والتضحيات إلى إنجازات سياسية على الأرض لا تقل عن دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية وضمان حق العودة وفقا لقرارات الشرعية الدولية.