ذاب الثلج عن نتائج اللجنة المركزية لحركة فتح، وهي نتائج دللت مدخلاتها منذ البداية على 68% من مخرجاتها، بما يعبر عن توزيع ميزان القوى وليس عن ارادة الكادر، داخل إطار الحركة المحسوم بعد إقصاد دحلان عن الملعب الفتحاوي، وحفظ المكانة الرمزية لمروان البرغوثي دون قدرة على التأثير في المعطيات مستقبلا.
اللجنة المُجدد لها كانت سببا في اثارة حالة عدم الرضى على الصعيدين الوطني والتنظيمي لعدم مقدرتها على استعادة غزة، ووضعت عنق التنظيم في يد الحكومة، وارضخت النقابات للأمن، ومنحت الاقتصاد لمنيب، وبقي السلم والحرب بيد نتنياهو. ومع ذلك نجحت في تجديد شرعية منطلقاتها وممارساتها السابقة.
إن اللجنة المنتخبة مع حفظ الإعتبار لأعضائها الجدد، لم تنجح على مر سبع سنوات في العمل بروح القيادة الموحدة، وكل منهم كان يدور في فلك خاص به، حتى غدا كوادر الحركة في المستويين الثاني والثالث والرابع عبارة عن زبائن لدى هذا القيادي او ذاك، ومنحت بيئة التناحر بين القيادات فرصة لكثير من المتسقلين، والمُسحجين، فرصة تبوء المراتب العليا في السلم التنظيمي والوظيفي دون معيار واضح سوى مدى ولاءه للقائد. ومن المتوقع احتدام هذا التناحر عند اختيار خليفة الرئيس محمود عباس إذا حصل وتم مناقشة هذا الأمر.
كل السابق وغيره مما يبعث على الإحباط يمكن تجاوزه في حال توفرت القناعة التالية لدى القيادة الجديدة والمُجدد لها :
الإفراط في الولاء هو التفريط بحد ذاته:
اللجنة المركزية مطالبة بالبحث عن القيادات الوطنية والمؤثرة و إن كانت مزعجة في تمردها على القرارات ورفضها سياسة هز الرأس كوسيلة لصعود السلم، فهم الضمانة الحقيقية وقت جرد الحساب، ونقصد هنا جيل قيادة الانتفاضة الاولى بشكل اساسي.
حُرية مروان :
حفظ المكانة الرمزية لمروان ليست كافية، المطلوب العمل الجاد لإطلاق سراحه وبحث كافة السبل المتاحة لتحرير مروان من الأسر فهو الضمانة الشعبية لحركة فتح.
النواة الصلبة :
مفوض التعبئة والتنظيم القادم امامه مهمة كبيرة تتمثل بتحقيق النهضة داخل اطر الحركة وإعادة الإعتبار للتنظيم بصفته النواة الصلبة في مواجهة كافة التحديات، والرهان الأساسي هو التنظيم وكل المؤسسات الأخرى هي ادوات مكملة بما فيها اجهزة ومؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية.
الواقعية المبالغ فيها تجلب نتائج كارثية:
يردد كثيرا الأخ صائب عريقات أن اصحاب الشعارات التي لا طائل منها هم اصحاب التنازلات التي لا كرامة معها، وهذا يمثل الحد الأول من السيف، اما الحد الاخر الذي يجلب نتائج كارثية بالضرورة يتمثل بالواقعية المبالغ فيها التي تقتل الحلم، الحلم الذي يمكنك من خلاله حشد مكونات الشعب الفلسطيني.
المال والسلطة :
المال والسلطة طموح فطري للنفس البشرية، والنفس هي زر تفعيل او إبطال مفعولهما الإفسادي، فاجعلوها منافسة شفافة ومبنية على معايير وطنية واخلاقية.
قانون الصراع :
كل ما يجري يخضع لقانون الصراع، والكر والفر، ولا يوجد هناك اي مؤامرة كونية ضد الشعب الفلسطيني او قيادته، خطاب المؤامرة مدرسة تخرج قيادات مهزومة مسلمة للأمر الواقع وارادة المحتل.
النضال المجتمعي:
النضال المجتمعي ميدان اساسي من ميادين النضال، حركة فتح مطالبة بتعزيزه ودعمه بعقلية منفتحة ومتنورة، ولا داعي لقتل هذا النضال بدعوى الإحتلال او نظرية المؤامرة.