بقلم :رانيا الشيخ ابراهيم
لا أعرف ما الذي يستفيده المخرج أو المنتج أو مدير أي قناة تلفزيونية عند الموافقة على عرض أي برنامج مرعب، أو ما الذي تجنيه القناة من الموافقة على هذه البرامج، وما المتعة التي قد يَحصُدها المشاهدون من مشاهدة هذه البرامج التي توقف نبضات القلب، لا ولا ننسى أن هذه البرامج لا تُعرض إلا في شهر الرحمة والغفران,في الشهر الذي يجب أن لا نسمع ولا نشاهد إلا ما يريح القلب والعين ويرضي الله عزوجل ,في شهر الخير ..شهر رمضان المبارك .
انها حلقات عديدة وبرامج متنوعة، وممثلين كُثر يشاركون في هذه البرامج التافهة غير الهادفة، نذكر منها برنامج (زلزال 100 رختر) ورامز أكل الجو ,رامز قلب الأسد ,رامز قرش البحر,أسماء ومسميات كثيرة لبرامج لاتهدف لشيئ سوى أنها ترعب المشاركين أو بالأحرى المدعوين فيها بمسميات أو بدعوات أخرى للشهرة, ويُجنون الأموال لا غير وهدفها هو (على قد ما تترعب على قد ما تقبض)، انها لتفاهة ومضيعة للوقت ,لوقت الفنانين والمشاهدين في اّن واحد ,ورعب قد يُخَلِف وراءه مرض أو زعل أو بكاء بعد انتهاء كل حلقة، والدليل على ذلك ما حصل لبعض الممثلين المشهورين مثل ما حصل للفنانة نسرين إمام في حلقة رامز جلال 100 رختر,لقد تعبت وانهارت أعصابها ,وفقدت وعيها ,وما الهدف من ذلك ,لاشيئ سوى التسلية ,ناهيك عن المسبات والشتائم من بعض الفنانين والفنانات مثل ما حصل في حلقة رامز جلال(رامز عنخ امون) عندما استدعى الفنانة هيفاء وهبي ,حينما ارتعبت سبت وشتمت وقامت بإطلاق بعض كلمات غير لائقة ,التي لا يتوقعها الشباب والفتيات الذين رسموا في أذهانهم صورة الفنانة الرقيقة الجميلة التي لا يخرج من فمها سوى كلمات الحب والغرام والغزل, فيالها من فضيحة على شاشة التلفاز ,يشاهدها ملايين المشاهدين وسيتذكرون تفاهة المشاركين وقلة المسؤولية وفضح الفنان ,وبيان معدنه الأصلي, وأسلوب حياته الحقيقي، ومحو الصورة التي يرسمها الناس (الصورة الجميلة له).
ولا ننسى ما حصل لسرين عبد النور في برنامج (رامز قلب الأسد) عندما شعرت بالذل والإهانة أمام الكاميرا,وعندما هُددت وضَعفت أمام العصابات المزعومة التي قامت بإعتقالها, ثم عندما ينتهي المشهد وتَفيق الفنانة من رعبها وغيبوبتها تقوم بسب رامز جلال ,وتُهزئه وتُهدده برفع شكوى ضده,ويطلب منها رامز السماح ويعتذر لها .
ونستذكر حلقة رامز وأكل الجو ,الحلقات الخطيرة التي يقوم بتصويرها بالجو حيث يكون الإنسان معلقاً بين الحياة والموت ويشعر أن لامفر من الموت,وأنه حَتميّ في ذلك الوقت, حلقة مع الفنان الكبير، صاحب مرض القلب ,(جورج وسوف) لنتخيل لو لم يمسك هذا الفنان أعصابه، وسيطر على نفسه ,ما الذي كان سيحصل له,وما الذي سيحصل لو فقد حياته وتوقف قلبه في ذلك الوقت, ما موقف الفنان رامز من هذا البرنامج وهذا الفعل, وما موقف القناة وما كان موقف الناس جميعاً ؟
وما حجم المعاناة عندما يفكر كيف سيقفز في مظلة من الطائرة ,ألم يفكر ما الذي يطرأ على حالته الصحية ونحن نعرف تدهور حالته يوماً بعد يوم ,وما هي ردة فعل القناة والفنان عندما يشتم ممثل مشهورهذا الفنان أمام الكاميرا، اذا لو تهجم عليه بالضرب,وماذا لو طلب تعويض ,أو استدعوه للقضاء ,أسئلة عديدة... ولكن تبقى كل هذه البرامج تافهة ومسخرة ,ولا أخلاقية حين يلعبون بعقول وقلوب الناس ,ويضيعون الوقت في التفاهات والمهزلة .
نحن بحاجة لبرامج ثقافية وتثقيفية ,برامج تنير العقول والقلوب ,برامج تنمي المواهب ,برامج دينية ,ترفيهية, هادفة, وليس للتسلية ومضيعة للوقت ولكن يا أسفاه, نحن نفتقد هذه البرامج ,على الساحة العربية, وفي قنواتنا العربية , نحن بحاجة لمن يرشدنا وينمي عقول أطفالنا ,لا لمن يقتل فراغنا بالتفاهات وقلة العقل, هذه البرامج بحاجة الى إعادة صياغة لمصلحة المشاهدين ..والله ولي التوفيق .