memantin iskustva memantin alzheimer memantin wikipedia"> memantin iskustva memantin alzheimer memantin wikipedia
">
كنت في الرابعة و النصف من عمري عندما دخلت باب المدرسة لاول مرة ، حقيقةً شعرت بأن ما بداخلي يتمزق ، شعرت بأنني ذاهب نحو الغربة ، بعيدٌ عن اهلي ، امي الي اين ذاهبة؟ ، ابي ما بك تكلم قل لهم لا اريد البقاء هنا ، كانت دقائق معدودة و اذ بأبي و امي يخرجان من المدرسة ، نعم انا وحيدٌ الآن... ، نظرت حولي بنظرات استغراب ، من هذا؟ ، من هذه؟ ، اصواتٌ تملأ المكان ، ما لفت انتباهي في تلك اللحظة هو طفلٌ طويل القامة ، كان حزيناً مثلي ، شعرت حينها بأني استطيع التحدث الآن، هرعت له مسرعاً ، مرحباً انا احمد، ما اسمك؟ ، انا سيف ، اصبحنا صديقان منذ ذلك اليوم، دخلنا الصف و كنت لا اعلم كيف هو الصف، جلست على مقعدٍ خشبي ، و فجأة دخلت امرأة شقراء ، بدأت بالحديث و المزاح معنا ، قالت لنا بأننا سنتعلم الكثير هنا و سنكبر اقوياء اذكياء ، طلبت منا اخراج قلم الرصاص و اقلام التلوين ، بدأت ارسم انا و صديقي سيف و باقي الاطفال ، نعم تغيرت نظرتي للمدرسة، لقد كانت بيتي الثاني ، فكرت ملياً ، لو لم اكن في امانٍ هنا لما تركني ابي و امي و ذهبا ، انا قطعةٌ منهم و هم قطعةٌ مني.
كبرت و اصبحت على وشك الانتهاء من المدرسة، وصلت الى ما يسمى بالتوجيهي، المرحلة المرعبة، يا لها من مرحلة ، كيف سأدرس؟ ، هل سأنجح؟ ام سأرسب؟ ، بدأت الاسئلة تدور في مخيلتي ، امي تنتظر ، ابي ينتظر، عائلتي و الجميع حولي يترقبون هذا العام، شعرت بالضغط، نعم ضغط نفسي لا يطاق ، اشعر كأن صخرةً على صدري ، انها مسؤولية تحتاج لتركيزٍ متواصل ، يريدون مني الكثير ، العالم حولي جعلني على قناعةٍ تامة بأنها مرحلة مصيرية يتحدد فيها الكثير، مرحلة الموت او الحياة، يا له من مأزق ، الامر جاد، بدأت ادرس بشكل طبيعي و قررت الا التفت لما يقوله الناس ، مر الوقت و كل شيء كان على ما يرام، جاء يوم النتائج ، افطرت كعادتي و لم اشعر بإهتمام ٍ لما يدور حولي من توترٍ و فوضى عارمة لمعرفة النتيجة ، بدأت المفرقعات النارية تطير في سماء مدينتي الحبيبة اريحا ، لم يكن على لسان احد في ذلك اليوم سوى راسب ، ناجح، رنَّ هاتف المنزل و إذ بأبي و علامات الفرح و الفخر واضحةٌ على صوته ، حصلت على معدلٍ في التسعين ، صعدت انا و عائلتي الى سطح المنزل و جعلت مفرقعاتي النارية تحلق ايضاً ، لاشك بأن فرحتي الاكبر كانت في انتهاء هذه المرحلة التي تحمل في طياتها الرعب اكثر بكثير من فرحتي بمعدلي العالي ، نعم هذه هي الحقيقة ، كُتِبَ لي عمرٌ جديد و نجحت ، لم أرسب لان الرسوب هو موتٌ على قيد الحياة في مجتمعي! .
الحمد لك يا الله، ما زلت على قيد الحياة و انهيت مرحلة التوجيهي ، اصبحت على مشارف التسجيل للجامعة ، فكرت جيداً اخترت جامعة بيرزيت ، مرت الايام و جاء اليوم المنتظر ، اول يوم دوامٍ لي فيها، دخلت الجامعة ، شعرت بالحماس ، اشتريت كأساً من القهوة من رجلٍ كبير في السن ، رجلٍ بسيط يدعى ابو احمد ، جلست اراقب حركة الطلاب مع كل رشفة قهوة اتناولها ، يا للهول اعدادهم هائلة! ، بدأت اتساءل اين محاضراتي؟ يا ترى ما هذا المبنى؟ ، جاء صديقي ، بدأنا بالسير و التعرف على الجامعة ، اذكر اننا دخلنا قاعة محاضرةٍ خاطئة ، شعرنا بإحراج حينها ، كنت اظن ان الطالب لا يتعلم في الجامعة سوى تخصصه، اخذنا مساقاً في اللغة الانجليزية ، العربية ايضاً، شعرت بأن هناك بعضاً من التشابه مع المدرسة في بداية الامر ، ما اتعبني في الحقيقة محاضرة الرياضة ،فقد كانت في ايام فصل الصيف ، مرت سنة تلو الاخرى ، كبرت حتى اصبحت في العد التنازلي لتخرجي من هذا البيت الكبير ، البيت الذي عرفت فيه الطيب و الخبيث، المثقف و الجاهل ، في هذا البيت لي الكثير من الاصدقاء ، الذكريات الجميلة و التعيسة ، اساتذة و دكاترة، اخ كم سأشتاق لدائرة الاعلام ، اشعر بأننا كالاسرة الواحدة ، ازدادت فيها ثقافتي و ازداد الوعي لدي ، تذكرت كلمة معلمتي الشقراء في اول يومٍ لي في المدرسة عندما قالت لنا سنكبر اقوياء اذكياء، نعم كنت على حق معلمتي و كبرنا و اكتسبنا الكثير ، مدرستي هي بيتي الثاني، جامعتي بيتي الثالث، هل سيكون لي بيتٌ رابع؟ نعم سأتزوج بالطبع و لكن عندما اتعلم المزيد.