بيت لحم – اختتمت هيئة مكافحة الفساد، أمس الخميس، دورة تدريبية للصحفيين بعنوان "الصحافة الاستقصائية في مكافحة الفساد" وشارك فيها العديد من الصحفيين من مختلف وسائل الإعلام الفلسطينية.
وتمت الدورة التي استمرت أربعة أيام بالتعاون مع بعثة الشرطة الأوروبية في فلسطين وبالشراكة مع وزارة الإعلام ونقابة الصحفيين، حيث عقد التدريب على مستوى متقدم شارك فيه من المدربين العرب سعد حتَّر، وحمود المحمود، ورعد نشيوات، بالإضافة إلى عدد من المدربين الفلسطينيين منهم رشا عمارنة مديرة الشؤون القانونية في هيئة مكافحة الفساد، ونداء يونس من وزارة الإعلام، والصحفي منتصر حمدان من نقابة الصحفيين.
وأشار مدير عام ديوان رئيس هيئة مكافحة الفساد سعيد شحادة إلى أن هذه الدورة التدريبية تهدف إلى تمكين الصحفيين الفلسطينيين في إعداد تحقيقات استقصائية متخصصة في الكشف عن الفساد، والتي تعكس رؤية الهيئة في اعتماد التحقيقات الصحفية المستوفية للشروط القانونية والمهنية، وتعتبر بلاغا لهيئة مكافحة الفساد.
وأكد أن الدورة التي تنظم بالتعاون مع الشرطة الأوربية، وبالشراكة مع وزارة الاعلام ونقابة الصحفيين، تشمل تدريبا متقدما من النواحي النظرية والعملية، وعلى مستوى عالٍ من خلال الخبراء الذين تم استقدامهم لهذه الغاية.
ونوه إلى أن التعاون المستمر والنوعي مع الصحفيين ليس فقط هدف للهيئة، بل رؤية واستراتجية تهدف إلى توسيع قاعدة العاملين على مكافحة الفساد في فلسطين، ما يعني بالضرورة نقل فكرة العمل من اطار المؤسسة الى مدى أبعد يتمثل في الشراكات المجتمعية والاعلامية في هذا الجهد الهام، وفي هذا الاطار تسعى الهيئة الى اشراك وسائل الاعلام بكافة النشاطات والتدريبات التي تهدف الى رفع مستوى التعاون المثمر ما بين الهيئة والاعلاميين، لتسهيل مهماتهم.
وعبر مدير وحدة سيادة القانون في بعثة الشرطة الأوروبية جيوفاني غالزيغناتو عن سعادته باطلاق هذه الدورة التدريبية، والتي تلعب واحداً من أهم الأدوار في النظم الديمقراطية للدول وفي مجابهة المشاكل السياسية والمجتمعية.
وأضاف: "هناك صحفيون كتبوا المقالات والكتب حول تجاربهم في الكشف عن قضايا فساد من خلال تحقيقاتهم الاستقصائية، والذين يمكن أن يعززوا قدرات الصحفيين الفلسطينيين على إجراء تحقيقاتهم من خلال هذه الدورة".
من جهتها أكدت رئيس وحدة العلاقات العامة والمكتب الصحفي بوزارة الإعلام نداء يونس على أن الاعلام ما يزال ناقلا لخبر الفساد، وليس صانعا رئيسيا له رغم ارتفاع عدد التحقيقات الاستقصائية في السنتين الاخيرتين، وعلى المؤسسات الرسمية تطوير قدرات الصحفيين الاستقصائيين في هذا المجال.
وأضافت يونس: "في الوقت الذي نتحدث فيه عن جهود فلسطين في مكافحة الفساد، ندرك تماماً موقع هذه التحقيقات في استراتيجيتنا كوزارة اعلام وفي استراتيجية هيئة مكافحة الفساد، ونعلي رغبتنا في الذهاب الى أبعد مدى، والى تطوير المنظومة القانونية ذات العلاقة بالعمل الصحفي مثل قانون المطبوعات والنشر 1995، والدفع باتجاه إقرار قانوني الجرائم الالكترونية وقانون الحق في الوصول إلى المعلومات، لاهميتهما في ضبط المرجعيات القانونية والإدارية والإجرائية بحق الصحفيين، وفي وصولهم الى المعلومات ما يسهل اعدادهم للتحقيقات ويقلل الاعتماد على الشائعة، واكدت على ضرورة اقرار مدونة سلوك مهنية موحدة وإقرارها، بالإضافة الى اعتماد اخلاقيات النشر الالكتروني، استنادا الى مواثيق دولية مثل اعلان بروكسل 2014، لخلق نوع من الدور المؤسساتي والقانوني للصحافة الاستقصائية.
|