كايد ميعاري
صدق المحلل والكاتب السياسي محمد هواش في تحليله بأن خطاب الثلاث ساعات الذي القاه الرئيس محمود عباس في افتتاح مؤتمر فتح السابع له عدة دلالات اهمها: انه بصحة جيدة ويمكنه الحديث لثلاث ساعات متواصلة، ويمازح الفتحاويين، ويوضح برنامجه وسياساته للمجتمعين لكنه في الوقت ذاته ابرزقدرته وسيطرته.
هذه رسالة متعددة الأطراف، اولها لإسرائيل والغرب بأنه مازال ممسك بزمام الأمور، وعليها أن تكف البحث عن البدائل، والتوقف عن ترقب نهاية الرئيس، فهو ليس الرئيس الكهل الوحيد : ترامب 70 عاما، والسبسي 90 عاما، ونتنياهو نفسه 67 عاما، والاعمار بيد الله وحده.
ثاني الرسائل داخلية وهي موجهة للاقطاب الفتحاوية المتنافسة على مكانة الرجل الثاني بعد الرئيس عباس، قوامها نزاعكم مؤجل حتى إشعار آخر، وعلى جبريل والعالول المرشحين الأبرز لتولي امانة سر اللجنة المركزية لحركة فتح الإنتظار قبل الإحتفال، فتحديد الرجل الثاني قضية تتجاوز في خطورتها تسمية الشخص، لانها خطوة ينطوي عليها خطوات مقابلة من كل الأطراف ذات العلاقة بالصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وتغييرا في الأجندات والسياسات شبيهة الى حد ما بما حصل بعد إغتيال القائد ياسر عرفات سياسيا ومن ثم جسديا، والرئيس عباس يدرك تماما أن خلق البديل يعني التسريع في انهاء مرحلته.
ثالث الرسائل إلى ما عرف بالرباعية العربيةتمثلت برفض وساطات المصالحة مع القيادي محمد دحلان، حتى أنه لم يأتي على ذكر اسمه ولو لمرة واحدة في الخطاب، واكتفى بالتأكيد على استقلالية القرار الفلسطيني.
قد يختلف المحللون في نظرتهم وطريقة تحليلهم لما حصل لكن على اقل تقدير، نجح الرئيس عباس في تأكيد شرعية برنامجه السياسي دون اعتراض ممن يوصفونبالصقور، وخرج المؤتمر السابع بنتائج تتبنى إطار العمل ذاته، مع تغيير طفيف في الوجوه، معززا قيادته لحركة فتح.
وخلق الرئيس تركيبة تنهي فرص أي عضو في اللجنة المركزية بما فيهم القيادي الاسير مروان البرغوثي لبناء ائتلافات، من شانها تحديد امين سر اللجنة المركزية دون توجيه وإشارة من الرئيس عباس، وهو ما يسقط مانشيتات الصحفيين حول المنتصر الأكبر او الأصغر.