نابلس-
"منذ الأيام الأولى لإضرابي عن الطعام بعد تحويلي للاعتقال الإداري، بدأت بتلقي تهديدات من مخابرات الاحتلال بتركي أموت جوعاً، أو بإبعادي إلى الأردن في حال أفرج عني، وبعد مرور 71 يوماً من إضرابي استجابوا لمطلبي بالإفراج عني بعد انتهاء مدة ستة أشهر".. هكذا بدأ الأسير المحرر بلال كايد يحدثنا عن تجربته في الإضراب عن الطعام، احتجاجاً على تحويله للاعتقال الإداري بعد انتهاء محكوميته البالغة 14 عاماً ونصفا.
ولجأ كايد (36 عاماً) وهو من بلدة عصيرة الشمالية قضاء نابلس، شمال الضفة الغربية، للإضراب عن الطعام، بعد أن حولته مخابرات الاحتلال للاعتقال الإداري في يوم الإفراج عنه، مستفيداً من تجارب أسرى سبقوه وحققوا حريتهم رغم تعرضهم لخطر الموت بسب طول فترة إضرابهم.
وبعد 71 يوماً من الإضراب المتواصل عن الطعام، انتصر الأسير كايد على ظلمة السجن وظلم السجان، مؤكداً أنه لامس الشهادة مرات عديدة وعانى الأمرين من انتهاكات السجانين بحقه، وتهديدات إدارة السجون بإبعاده إلى الأردن.
وعرف الأسير المحرر كايد بإضرابه عن الطعام لمدة 71 يوماً بعد أن حولته إدارة السجون إلى الاعتقال الإداري بعد انتهاء فترة محكوميته البالغة 14 عاماً ونصفا، وذلك رفضاً لسياسة الاعتقال الإداري التي يمارسها الاحتلال بحقه وحق مئات الأسرى الفلسطينيين.
ويقول الأسير المحرر، إن معاناته ابتدأت بعد أن حولته إدارة السجون للاعتقال الإداري في يوم الإفراج عنه، بذريعة الملف السري، مشيراً إلى أن هذه سياسة تتخذها إدارة السجون من أجل تعذيب الأسير وعائلته.
ويؤكد كايد أنه استمد عزيمته ممكن سبقوه بالإضراب الفردي، وعزيمة الأسرى والشعب الفلسطيني الذين وقفوا معه طيلة فترة إضرابه، مشيراً إلى توفر الإرادة القوية لخوض الإضراب والإصرار على نيل الحرية رغماً عن الاحتلال.
ويشير كايد أنه في بداية إضرابه عن الطعام رفض التعاطي مع الفيتامينات والفحوصات الطبية التي تقدمها إدارة السجون، مؤكداً أن العيادات داخل السجون تشارك بشكل أساسي في كسر إرادة الأسير المضرب من خلال جمع المعلومات الأساسية عن صحته وتقديمها للمخابرات، بهدف التلاعب في نفسية المضرب وأعصابه وكسر الإضراب.
وتابع "بعد قرابة الثلاث أسابيع على الإضراب صدر قرار من المحكمة بإبقائي على الاعتقال الإداري، والسبب أنني أشكل خطورة بالغة على الاحتلال وخاصة داخل فلسطين".
وأشار كايد أنه رفض التغذية القسرية من إدارة السجون، لأنه إجراء يهدف إلى تعذيب الأسير قسرياً دون إرادته أو حقه في الاستمرار في الإضراب عن الطعام، ونفى أن يكون تعرض لذلك وهو في حالة وعيه.
ومن أكثر المواقف التي لا زالت عالقة في ذهن كايد، "حين تجمع مئات الضباط داخل المستشفى وخارجه، وقاموا بتقييدي بما يقارب 9 "كلبشات"، ففوجئت بعد يومين أن السبب هو تجمهر مئات المواطنين أمام المستشفى لمحاولة الدفاع عن حقي في الإفراج".
وعن المراحل الأصعب خلال الإضراب، يقول كايد إنها تبدأ منذ أيامه الأولى، حيث يتعرض الجسد لصدمة الجوع، ويعاني الأسير من صداع شديد وألم في المفاصل وهزل عام في الجسد.
ووجه كايد رسالة الأسرى في سجون الاحتلال، هي تحقيق الوحدة والعمل على إزالة الانقسام بين أبناء الشعب الفلسطيني، والالتفاف حول قضية الأسرى والقضايا الوطنية العامة، مضيفاً أن الأسرى يعانون كثيراً من آثار الانقسام.
ويعتبر كايد من أبرز قيادات الجبهة الشعبية داخل سجون الاحتلال، واعتقل في 14 كانون الأول 2001، وخلال فترة اعتقاله تنقل بين عدة سجون، وتعرض للعزل أكثر من مرة على خلفية نشاطه القيادي.