شادي جيبات
اعتدنا أن نراهنّ بأبهى طلة وأجمل حلة يتزينّ بها ليذهبن إلى الجامعة إلى المتنزهات إلى الأسواق لغاية نبيلة، وكأن ريحاً ما عصفت بتلك الغاية وحورت معالم الكرامة ذلاً.
سيدات وفتيات مراهقات يجدن في التسول ضربا ليّنا لكسب المال يتسولن في الأماكن العامة والمؤسسات، إضافة إلى التنقل من محل إلى آخر وحتى يطرقن أبواب البيوت، وكل هذا من أجل تكسّب المال بغرض العلاج وشراء الدواء، أو مستلزمات الأسرة من الغذاء وغيرها من الحجج الواهية التي يختلقنها بطريقة تبدو مقنعة.
"من فضلك هل لك أن تقرضني أجرة التاكسي، فقد نسيت محفظتي وسأردها لك غدا..." .كلمات قالتها فتاة ترتدي ملابس أنيقة لأبي محمود الخمسيني عندما فاجأته بدخولها السريع محله التجاري فقال:"أعطيتها النقود ولم تعد في غد ذلك اليوم أو في بعده"
و في موقف آخر، قالت إيمان ابنة أل 25 عاماً، وإحدى الموظفات في دائرة حكومية : "بينما كنت أعمل في المكتب دخلت علي امرأة بشكل مفاجئ، و كانت ترتدي ملابس أنيقة أجمل من ملابسي بكثير من حيث النوعية والجودة، طلبت مني إعطاءها بعض النقود من أجل أن تشتري فيها خضار للبيت، فأعطيتها ما قسمه الله، ولكن الغريب في الأمر أنها ذهبت إلى كل المكاتب في الدائرة نفسها وبالحجة ذاتها التي جاءتني بها ".
وعلقت الموظفة آسفة على هذه الظاهرة : "إن التسول في مجتمعنا أصبح حرفة يمتهنها أصحاب الضمير الميت من هواة الكسب السريع دون تكلف عناء البحث عن مهنة شريفة تخرجهم من الأزمات والمعاناة التي يحاولون استعطاف المارة بها، وللأسف فإن البعض يتعاطف مع هؤلاء النساء، خاصة إذا قامت بالحبكة الدرامية وحملت معها طفلا، أو روشيتة دواء".
و في حادثة لا تخلو من محاولة نيل استعطاف الآخرين، قال حسين وهو صاحب بقالة: "كانت إحدى الشابات تمر من جانب بقالتي ومعها عدد من الأطفال الصغار، و ظلت هي في طريقها و دخل البقالة أحد الصغار وأعطاني ورقة مكتوب فيها: (أرجو المساعدة بمبلغ من المال نشتري به خضار للبيت و دواء للولد)".
و أضاف: "على الرغم من أن الطفل كان يرتدي ملابس مهلهلة، إلا أن الشابة التي أرسلته كانت ترتدي ملابس راقية لا تدل على أنها تحتاج للمساعدة".
وأوضح حسين أن هذا الأسلوب من التسول انتشر بشكل ملحوظ في مجتمعنا، معتبراً أن التسول أصبح وظيفة سهلة ورخيصة لابتزاز الناس، واصفاً إياها بأنها "مهنة المهانة".