الرئيسية / الأخبار / فلسطين
خربة الحمام .. نقص في الخدمات و إعتداءات متكررة
تاريخ النشر: الأثنين 21/04/2014 21:53
خربة الحمام .. نقص في الخدمات و إعتداءات متكررة
خربة الحمام .. نقص في الخدمات و إعتداءات متكررة

 أحمد عساف

بين تلك المراعي الساحرة و في نهاية ذلك الطريق الوعر مسجد و عدد قليل من البركسات، بعض الصهاريج و الجرارات  مستوطنة عن الشمال و أخرى عن اليمين، ما أن تقترب حتى تعلو أصوات أغنامهم و دواجنهم المتنوعة و ابتسامة استقبال تعلو وجوههم الطيبة رغم قسوة الظروف تلك هي خربة الحمام قرية فلسطينية تقع بين محافظتي طولكرم و جنين تبعد حوالي 5 كم  عن بلدة كفر راعي و 4 كم إلى الشرق من بلدة النزلة الشرقية، تبلغ مساحتها حوالي 300 دونم سكانها 75 من عائلة واحدة.


يروي محمد جالولي رئيس اللجنة المحلية لخربة الحمام و المعلم في مدرسة بقرية النزلة الشرقية "ينحدر أصلنا من عرب التركمان من قيساريا و قد سكنا هذه المنطقة بعد النكبة منذ ما يقارب الخمسين عام، بقي التجمع عبارة عن مجموعة من الخيام حتى بداية الانتفاضة الاولى حيث كنا نمنع من زراعة الاشجار أو البناء".

و يضيف " تمكنا خلال انشغال الاحتلال أثناء الانتفاضة الأولى من زراعة عدد من أشجار الزيتون مما يغطي استهلاك كل منا من الزيت خلال العام، و تمكن والدي من بناء الغرفتان التي أسكن بهما أنا و أسرتي الآن مما عرضنا للمسائلة القانونية و وقتها و شرع الاحتلال بهدمهما لكن الامر انتهى بترخيصهما رخصة زراعية تزيد عن كلفة البناء".

أما عن وضع الخدمات حاليا في الخربة يقول جالولي "مشكلتنا الكبرى هي في عدم وصول خط مياه إلى الخربة فنقوم بنقل المياه  من بئر فريب  تابع للجمعية الزراعية بواسطة  صهاريج صغيرة تجرها الجرارات مما يزيد تكلفة وصول المياه إلينا و تتضاعف التكلفة على من لا يملكون جرارات منا".

و يشير "تم إنشاء خط مواسير بحجم 2 إنش لكنه فشل في إيصال المياه بسبب بعد المسافة، منذ ثلاث سنوات وضعنا مخطط هندسي لخزان في القرية لتجميع المياه و توزيعها على المنازل و تم إيصال المخطط إلى الجهات المعنية و لاتزال الاتصالات مستمرة معهم لتنفيذ المشروع".


بعد اتصالات مع سلطة الطاقة و وزارة الحكم المحلي تم إيصال الكهرباء إلى الخربة في العام 2009 لكن بعد عداد الدفع المسبق عن الخربة يشكل عائق في وصولها بالقدر المطلوب و بهذا الخصوص  يقول جالولي " نتحمل فاقد 36 عمود أي ما يعادل ربع التكلفة المدفوعة تقريباً، و هذا ليس ذنبي يجب أن يخفض سعر الكهرباء في مثل حالتنا أو ينقل العداد إلى مكان أقرب".


بعد رشفة من كوب الشاي يتحدث الجالولي عن الوضع الصحي في الخربة " نتلقى العلاج  و التطعيمات في قرية النزلة الشرقية أو في وكالة الغوث بصفتنا للاجئين، لكن لا يوجد في الخربة من يستطيع التصرف في حالات الطوارئ و نعاني أغلبنا من أمراض مزمنة،
حتى أن والدي توفى معي السيارة عندما كنت أحاول إيصاله إلى  قرية كفر راعي لإنقاذه من وعكته".

و يشير "انتقل اثنان من إخواني إلى قرية كفر راعي بسبب الظروف الأمنية و المعيشية الصعبة في الخربة، فلدى أحدهما بنت معاقة هناك تسهل عليها الحركة أكثر".


و عن الاتصالات في الخربة يقول  "لا يوجد اتصال بالانترنت فالأمر يحتاج إلى خط هاتف أرضي و أقرب مقسم  هاتف يبعد عنا حوالي 4 كم، وهذا يمثل مشكلة  خاصة على الطلاب في الخربة، و أجمع ما نحتاجه من الانترنت و أنفذه خلال دوامي في المدرسة، حتى شبكة الهاتف النقال التي نعتمد عليها ضعيفة في المنطقة".

 

 

 

 

لم يؤذن لصلاة الظهر رغم وجود مسجد في الخربة و الذي بني من عامين و يقول الجالولي بهذا الخصوص "إستطعت الحصول من وزارة الأوقاف على أمر لبناء مسجد في الخربة قبل عامين" 

و أضاف "أؤم الصلاة فيه عند تواجدي في الخربة، ولا أدري ربما يتعرض المسجد للهدم فهو بناء مخالف لأنه مسقوف".


سياح مزعجون

يحيط بالخربة من الشمال مستوطنة دوتان و من الشرق مستوطنة حرميش و على ذلك السفح الذي يفصل مستوطنة حرميش عن الخربة يوجد موقع أثري يعود للحقبة الرومانية، و بحسب الرواية الإسرائيلية فإنه كان في هذا المكان قرية إسرائيلية قبل أن يغزو الرومان فلسطين و يقتلوا سكان القرية، و قد نفذ الاحتلال عمليات تنقيب واسعة في الموقع في ثمانينات العام الماضي، و يتعمد زوار الموقع المرور من الخربة و إيذاء السكان .

و عن إعتدائات المستوطنين و زوارهم على الخربة يقول الجالولي" ينظم في العديد من الأعياد اليهودية و أيام السبت رحل إلى الموقع الأثري حيث يكون جيش الاحتلال قريب لحمايتهم و يعتدي بعض الزوار علينا برمي الحجارة، ففي أحد المرات استمروا في رمي الحجارة من فترة المساء حتى الليل".

و بضيف " يعتدي سكان المستوطنات علينا بهدم البركسات التي نربي بها حيواناتنا ناهيك عن التضييق في المراعى و الازعاج ليلا بواسطة التجول على الدرجات النارية، و كل ما نستطيع فعله هو الدخول إلى منازلنا عند الاعتداء و أقوم بإبلاغ المحافظة بعد كل اعتداء".


يقول عبد الكريم كتانه الرئيس السابق للمجلس القروي للنزلة الشرقية  "يتبع سكان خربة الحمام إدارياً للنزلة الشرقية و يتلقون علاجهم في المركز الصحي الموجود في النزلة، و قد كانت المنطقة خالية من أي خدمات حتى الخمس سنوات الأخيرة و بجهود مشتركة مع سكان الخربة تمكنا بفعل الاتصالات  مع وزارة الحكم المحلي و محافظة طولكرم و التغطية الاعلامية  من الحصول على مشروع لتعبيد طريق بمسافة 4 كيلو متر يربط الخربة بالنزلة الشرقية"

و يشير "وجود الخربة بين مستوطنتين يجعلها عرضة للاعتداءات المستمرة و يمنع تحول بركسات السكان إلى بيوت مسقوفة يجب على الجهات المعنية تحسين توعية الخدمات في المنطقة لدعم صمود السكان".



المزيد من الصور
خربة الحمام .. نقص في الخدمات و إعتداءات متكررة
خربة الحمام .. نقص في الخدمات و إعتداءات متكررة
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017