"الانقسام الفلسطيني وآثاره على الحركة الأسيرة في السجون الإسرائيلية ..
بقلم أ . باجس يونس عمرو
لا شك أن الإنقسام في الساحة الفلسطينية كانت له آثاره السلبية على جميع فئآت المجتمع ، ولم تكن الحركة الأسيرة داخل السجون الإسرائيلية بعيدة عن تلك الآثار .
كانت الحركة الأسيرة باختلاف ألوانها وتوجهاتها تقف موحدة أمام إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية المعروفة ب " الشاباس " حتى جاء اليوم الذي حدث فيه الإنقسام والذي كانت له آثاره السلبية على وحدة الموقف داخل السجون الإسرائيلية ، فقد قامت مصلحة السجون بالفصل بين أسرى حماس وأسرى فتح الذين كانوا يعيشون معا داخل الأقسام ، وقد اختارت باقي الفصائل الفلسطينية أحد الفصيلين الكبيرين لتعيش معه داخل الأقسام ، وقد كانت البداية في سجون الجنوب بحكم قربها من قطاع غزة ولاحتوائها على كثير من الأسرى الغزيين من كلا الفصيلين المنقسمين .
بقى الحال على ما هو عليه بالرغم من المحاولات العديدة والكثيرة لرأب الصدع وجمع الكلمة وكان التقارب الذي يحبط في الخارج بين الفصيلين يوازيه تقارب وتلطيف للأجواء في داخل السجون ،وفي العام 2014 وبعد عملية الخطف التي حدثت في الخليل تحديدا قامت مصلحة السجون بفصل أسرى في سجون الشمال عن باقي الأسرى والسبب هنا أنها قامت بفرض عقوبات على أسرى حماس دون غيرها ، وقد اختارت أيضا بعض الفصائل طواعية العيش في أقسام حماس متحملة معها العقوبات .
إن الآثار السلبية للإنقسام الفلسطيني لا تتوقف عند الفصل بين الفصائل الفلسطينية داخل السجون ،فقد أصبح كل فصيل يواجه مصلحة السجون منفرداً ولم يعد هناك أي توحد لتلك الفصائل في أي خطوات استراتيجية فعالة من أجل استعادة الحقوق والمحافظة على المقدرات ، وكثيرا ما تدق إدارة السجون على وتر الفرقة لأجل إفشال أي خطوات تصعيدية للأسرى .
وأخيراً وليس آخراً فقد شهدت ساحة السجون تقاربا واجتماعا للكلمة بين العديد من الفصائل مثل حماس، والجهاد الإسلامي ، الجبهة الشعبية والديمقراطية ، وفتح غزة، وبقيت فتح الضفة تغرد خارج السرب خاضعة لإملاءات الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الخارج .
مهما يكن حال الفصائل الفلسطينية داخل السجون فعليها أن تدرك أن النصر وتحقيق الأهداف لن يتأتى إلا بالتوحد واجتماع الكلمة وأن الفرقة والإنقسام لن يأتيا إلا بالضرر والوبال على الحركة الأسيرة .
وعلى رأي المثل " أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض " .