حكيم الثورة الفلسطينية
الدكتور جورج حبش
مجرد سماع هذا الاسم ..يستذكر من تمعن بحياة هذا القائد الوطني العربي والاممي قوة الثورة الفلسطينية .. هيبتها ...جبروت فعلها .. يعرف ان من رسخ المضمون الاخلاقي والانساني في السياسة هو الحكيم .. يعرف ان الانسانية والحس المرهف للحكيم بحبه لعائلته وبلده وشعبه ووطنه ولقضايا الامة هي التي جعلت منه هرما ثوريا منذ اشتد عوده
قرأت الكثير عن قادة حفروا اسمائهم بالتاريخ كل قائد يتميز عن الاخر بسجايا وصفات واهم ما ميز الحكيم تمسكه بالمراجعة النقدية والاقرار بالاخطاء وهذه لا تحدث الا قليلا عند القادة .. ولن ابالغ ان قلت ان قوة الحكيم تكمن بهذه الصفة التي جعلته حكيما بالفعل لا بالاسم فقط ..
مستمع رائع لكل شخص لديه فكرة ايا كان موقعه ومهما كانت مكانته ودوره .... لادراكه ان فهم الاخر يصنع الجديد ومن ادراكه ايضا ان علينا عدم الاستهانة باحد .. وكان لذلك تاثيرا كبيرا في بلورة الشخصية الشمولية للحكيم
احدهم سال الحكيم كيف يكون شعورك وانت تزور الدول ويستقبلوك كقائد كبير على الابسطة الحمراء .. يقول شعور خطير ..يعمق الغرور وحب الذات والفردية والبحث عن المصالح الفردية والترف لذلك كنت اتغلب على هذه المشاعر والافكار البرجوازية حين اصل الى لبنان او سوريا ومباشرة ارتب جولة لزيارة عوائل الشهداء امهات الشهداء وزوجاتهم واطفالهم كي اتطهر بصومعتهم واحمل بكل بسالة وقوة وايثار وانسانية معانياتهم واحلامهم واتمسك بهذا العهد الثوري ةالرسالة التي تاسسنا من اجلها
لا مهادنة عند الحكيم بالتعامل مع العدو .. وكان يرفض دائما التنازل او تمرير الذكاء السياسي الذي يقضي الى اضعاف الثورة واهدافها ...ولم يكن يقبل باي تغيير سياسي الا مرغما ومن حرصه الكبير على الشعار الناظم لقوة أي ثورة واي جبهه وهي الوحدة الوطنية ....
جريء في طرح المواقف .. دمث بتعامله مع رفاقه واخوته بالنضال والكفاح .. فرض احترامه على الجميع فكان محط تقدير لكل فصائل العمل الوطني والاسلامي ... وكان له الدور الابرز في تصويب مسار نضال الثورة في اكثر المحطات اهمية ..
لم تكن بصماته فقط على المستوى الوطني الفلسطيني بل والعربي ايضا مستفيدا بعلاقاته مع قوى التحرر وتقوية العلاقة معها
مؤمن بمادة الثورة التي انصهر بها وهم الكادحين العمال والفلاحين والشغيلة والطلاب والمثقفين وبان مهمة التحرير تتطلب وجودهم جميعهم بالميادين ...
لم يتعبه المرض والجهد لم يتعبه النضال والكفاح والعمل بين الجماهير ليل نهار والتعلم والتطور واجادة فنون العمل الثوري والحزبي لكن طالما خشي على شعبنا من قنابل الاجهاض السياسي المتكررة والتي وصلت لبروز وتوقيع اوسلوا الذي مثل طعنة تاريخية لنضال وبرنامج الشعب الفلسطيني و م ت ف وما تبعها من انقسام مدمر
رحل الحكيم وهو يحلم ويسال عن الضفه وغزة والمقاومة وهو يشدد على الوحدة الوطنية
ادارته للنضال الوطني والحزبي شهدت فصولا متنوعة ومتطورة باستمرار وكان يؤمن بالديمقراطية واصول العمل وكان حريص على تنفيذ قناعات الاجماع الوطني والحزبي وان اختلف مع جزء منها ...
كفاحيا ... لن اقول الا كلمة اطلقوا اسم جورج حبش امام الاعداء فأنه لكفيل باطلاق صفارات الانذار وبث الرعب في قلب العدو اينما كان واينما تواجد
في الذكرى السنوية التاسعة لرحيل الحكيم ... ننحني بعزة وشموخ امام عظمة هذا القائد التاريخي .. الى علياء المجد والخلود