السلام والحرب نقيضين على الدوام وفعل وأثر الواحد منهما عكس الأخر تماماً، ولا يوجد أي شبه مقارنه بين أثر وتداعي نتائج كل منهم على البشرية عامة، فالحرب لا يعشقها أو يسعى اليها إنسان طبيعي وسوي، وبالمقابل السلام لا يمكن صنعه والسير به إلا من إنسان سوي وعاقل ويحب الخير ويكره الموت والدمار.
حتى على مستوى الطيور نرى البوم والغربان لا تعشق سوى الخراب وتحب الظلمه ولا تتغذى إلا على الحشرات التي تؤذي البشر مثل الفئران والأفاعي والديدان وما شابهها، أما الطيور التي تعشقها الطبيعة ويعشقها الإنسان مثل طائر البلبل والحسون فهي تحب النور وتتحرك في وسط النهار وتتغذى على ما طاب ولذ من الفواكهه والزهور.
يبدو أن الشعب الفلسطيني والذي قرر وعبر قناعة تامة أن طريق السلام والمحبة هي الطريق الأفضل والأمثل للشعوب وللبشرية، وعندما سار وسلك الطريق كان يريد أن يقول للعالم لقد طوينا صفحة طويلة من الصراع، وحان الوقت لأن تفتح صفحة جديدة عنوانها السلام والمحبة والحياة بدل القتل والتشرد والظلام.
لكن يبدوا أن هناك طرف أعمته القوة وعشقه للقتل ولا يحب إلا أن يرى الخراب والدمار في كل مكان وهو يعتقد أن هذا الطريق سيوصله الى بر الأمان ويعتقد أنه بذلك يحمي شعبه ويبعده عن القتل والدمار.
كل من آمن بهذه النظريه كانت النتائج مدمرة عليه وعلى شعبه وعلى العالم، فمن هولاكو الى هتلر وموسيليني ونيرون الذي أحرق روما والتاريخ مليء بمثل هؤلاء، والتاريخ يذكر كل من ساهم في الحفاظ على البشرية من القتل والدمار.
يبدو أن صانعي السياسة في إسرائيل ومن خلال ما مارسوه ويمارسوه على الأرض، لا يريدون لهذه المنطقة أن تعيش في سلام ويريدون أن تشتعل المنطقة بالحروب والتي حتماً ستخلف وراءها القتل والدمار وهلاك للبشر والحجر.
لا زال العالم حتى هذه اللحظة يعاني من أثار الحرب العالمية الثانية والتي كان سببها طيش جاهل وسفاك دماء وخيل له أنه ينقذ شعبه ويدخل التاريخ، فكانت النتيجة دمار للعالم والبشرية كافة، وإنتهت حياته بطريقة مخزية وبشعة ودخل التاريخ كمجرم وتبرأ منه شعبه وإعتبره عارٌ عليه.
على العالم أن لا يستمع لصوت المدافع التي لن تجلب سوى الدمار وعليه أن يستمع لصوت العقل والسلام، لأن صانعي السلام سيظل التاريخ يذكرهم بالخير وصانعي القتل والدمار سيظل التاريخ والبشرية تلعنهم حتى قيام الساعة .