القدس المحتلة - ترجمة صفا
أفردت وسائل الإعلام العبرية بشتى أنواعها المرئية والمسموعة والمقروءة مساحة واسعة لنبأ انتخاب الأسير المحرر يحيى السنوار لمنصب مسئول حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة.
واستغلت غالبية وسائل الإعلام العبرية الحدث لإثارة مخاوف الشارع الإسرائيلي من جديد من حرب قد تقع في الأفق، وأن انتخاب رجل كالسنوار لا يؤمن كثيرًا بالتسويات قد يؤجج الوضع أكثر بصيغة تحريضية واضحة، على حد زعمها.
وعقب رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي الشاباك الأسبق "آفي ديختر" على انتخاب السنوار، محذرًا من أن "انتخاب حماس لرجل كهذا يعتبر نذير شؤم".
وقال: "من اليوم فرئيس حماس في غزة هو كبير القتلة لكل ما للكلمة من معنى. الرسالة الموجهة لنا هي أن علينا تقوية قدراتنا لتدمير البنية التحتية التي تمتلكها حماس. لأن استخدامها من الممكن أن يكون أقرب مما توقعنا".
وعنونت القناة العبرية الثانية الخبر بعنوان "صلب ومتطرف"، فيما أسهب المحلل الشهير بالقناة "ايهود يعاري" في الحديث عن تاريخه بالقول إنه "يتمتع بشخصية كارزماتية، ويفضل الابتعاد عن الإعلام ومن تيار الصقور في حماس ويسير بخط عدائي ضد إسرائيل".
وقال إنه "لا يظهر كثيرًا ولا يستهوي فن الخطب لكنه يحظى بدرجة عالية من الجاذبية والروح القيادية المتصلبة، وغير متعود على رفع صوته بل يعالج الأمور والنقاشات بهدوء، وتعلم العبرية وأتقنها ومعرفته بإسرائيل وما يدور فيها جيدة".
كما أن السنوار يعتقد –بحسب يعاري- بأن "حماس خسرت الحرب الأخيرة وأنه يتوجب البحث عن طرق جديدة لمهاجمة إسرائيل وزيادة دقة الصواريخ".
أما صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية فقد أفردت هي الأخرى مساحة لتغطية انتخاب السنوار مركزة على علاقته الوثيقة بالجناح العسكري كونه من رفقاء القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، وأنه يعتبر بمثابة حلقة الوصل بين المستوى السياسي والعسكري.
في حين وصفت القناة العبرية العاشرة السنوار بـ"الرجل المتطرف في أفكاره تجاه إسرائيل، وأنه سيسعى لتطوير الجناح العسكري بشكل أكبر والبحث عن أساليب عمل جديدة".
موقع "والا" العبري اختار عنوان "فوز معسكر الصقور"، مشيرًا إلى أن الرجل متطرف في أفكاره، ونقل عن جهات أمنية إسرائيلية قولها إن "السنوار بقي يخطط للعمليات حتى من داخل سجنه، ورفض صفقة التبادل مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط لأنه اعتبرها منقوصة". على حد زعمهم.
وكانت مصادر خاصة لوكالة "صفا" أكدت انتخاب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للقيادي البارز الأسير المحرر يحيى السنوار مسؤولا عن الحركة في قطاع غزة، خلفًا للقيادي إسماعيل هنية.
وقالت المصادر إن السنوار- الذي عين فور الإفراج عنه من سجون الاحتلال مستشارا لهنية- تم انتخابه مسؤولًا عن الحركة في القطاع، في إطار الانتخابات الداخلية التي تجريها الحركة منذ نحو أسبوعين.
وتنتخب حماس على مستوى غزة والضفة والخارج والسجون قيادتها السياسية كل أربعة أعوام، بدءا من قواعدها التنظيمية، لتنتهي برئيس مكتبها السياسي الصفة الأبرز في هيكلها التنظيمي.
وأطلق سراح السنوار من السجون الإسرائيلية في صفقة وفاء الأحرار/شاليط في تشرين الأول عام 2011، ويعرف بعقليته الأمنية وتشدده وتصلبه ضد الاحتلال، وبعد الإفراج عنه أصبح من أبرز قيادات الحركة في غزة.
ويبلغ السنوار 55 عامًا، وولد في مخيّم اللاجئين بخان يونس جنوب القطاع، وتنحدر عائلته من مدينة المجدل المحتلة، ويعد من القيادات الأولى التي أسست الجناح العسكري لحماس والمسؤول الأول عن تأسيس الجهاز الأمني للحركة مع بداية تأسيسها والذي عُرف باسم "مجد".
واعتقل السنوار عام 1988 وحكم عليه بالسجن المؤبد 4 مرات قبل أن يفرج عنه في صفقة وفاء الأحرار، وهو شقيق القيادي البارز في كتائب القسام محمد السنوار، والذي حاولت "إسرائيل" اغتياله أكثر من مرة.