كتب عبد الطيف محمد اشتيه
انتهت حركة المقاومة الاسلامية حماس مؤخراً من مرحلة مهمة من مراحل انتخاباتها الداخلية التي من المفترض ان تنتهي اخر فصولها منتصف العام الجاري وتمخض عن هذه المرحلة الوجه الجديد لشكل الحركة القيادي في قطاع غزة والذي كما اعلن افرز القيادي يحيى السنوار قائداً للقطاع والقيادي خليل الحية نائباً له ، ان هذا المفصل من مفاصل الحركة هو الاهم في تاريخها لانه اخذ منحى اخر غير الذي اعتدنا عليه فوصول قيادي عسكري بحت لرأس الهرم في القطاع له دلالات خطيرة والتي تحمل في طياتها نتيجة ان القسام هو الامر الناهي في اكثر مناطق العالم سخونة ومتابعة ...
ــ هل الحركة ستذهب باتجاه التطرف في مواقفها ام العكس ؟
كما هو معروف فإنه حين يتولى العسكر " القسام " مقاليد الحكم ويخرج من معسكراته فإن توجهه سيكون الاطاحة بكل القوى السياسية والمدنية ليتفرد ويكون هو القوة الوحيدة في القطاع ولن يتنبه حين يذيب اي قوة اخرى تواجهه من التنظيمات الاخرى انه سيسحق مركبات التنظيمات الاخرى ، وستضطر جميع القوى للتعامل معه تمهيداً لفنائها او انطوائها تحت جناحيه ، غير مقدرين الثمن الذي سيدفعه القطاع ضريبة لعدم تحمل وجود قوة اخرى غيره !
هذا داخلياً ، ولكن على المستوى الخارجي الاقليمي فإن الامور ستأخذ منحى مغاير تماماً حيث ستنشط مهامها في اعادة ترتيب العلاقة مع قوى اقليمية اخذت الحركة موقفاً معيناً منها في السابق وبالتالي ستوطد علاقتها مع البعض ولن تتوانى في قطع العلاقة مع البعض الاخر من منظور قسامي بحت ، حيث ان مصالح القسام اكبر من ان ينظر الى الصغائر فسر وجوده بقوته ، وهذه القوة في ظل الحصار الذي يعيشه القطاع لن تصمد طويلا في اول حرب قادمة دون روافد تدعمها عسكرياً ومادياً بالدرجة الاولى ومعنوياً بالدرجة الثانية .
ــ وماذا عن علاقة الحركة بإسرائيل ؟
بدون ادنى شك ان حماس غزة قبل الانتخابات ليست كحماس بعدها ، وحرية التعامل مع الكيان الاسرائيلي سيكون لها مساحة اكبر من السابق ، وستتراوح بين الشد واللين فأوراق اللعب بيد القسام ، وسينفرد في مراوغة عدوه ومشاكسته ، وقد يلجأ الى الحل القاتل وهو مفاوضة الاحتلال لتحقيق مكاسب سياسية من شأنها قطع شعرة معاوية بين غزة والضفة ...
ــ ما مصير القطاع المعاني ؟
بعد ثلاثة حروب مدمرة قضت على كل
مقومات العيش في غزة وما خلفته من دمار الى الان لم نلمس معالجة حقيقية له بعد مضي ثلاث سنوات على اخرها لن يتحمل الشعب الغزاوي ضربة رابعة ستكون نتائجها سلبية ولن ينجح القسام في تسويقه كإنتصار في ظل ما ستشهده ساحة المعركة من مآسي تضاف الى رصيد معاناته في العشر سنوات الماضية ...
ــ هل سنشهد تحركاً في مسار المصالحة ؟
اذا ثمة تحرك في هذا الملف فإنه حتماً سيكون عكس المطلوب لأن اللغة التي تحكم غزة الان هي لغة القوة التي من الغباء بالنسبة لحماس التخلي عنها بعد مرور عقد من البناء والتطوير لتثبيت اركان حكمها ، ولن تسلمها مقشرة لحكومة الضفة والتي بنظرهم ستقوض بنائهم وتسحب البساط من تحت اقدامهم .
وفي الختام ستدفع غزة الثمن ، ستدفعه من حريتها وكرامتها ودماء ابناءها ، وعذابات معتقليها واهات الشيوخ والنساء والاطفال .