عدي أبوالرب
الزواج نعمة من نعم الله تعالى وآية من آياته قال الله تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم / 21
وفي باب الزواج وضع الله سننا وشروطا تحفظ لكل طرف حقه ومحور حديثي اليوم هو المهر الذي جاء حفظا لحق المرأة المسلمة التي كرمها هذا الدين وجعلها في رتبة سمية بعد أن وضعت في المرتبة الدنيا من السلم المجتمعي سواء عند العرب أو العجم قبل الإسلام.
إن مشروعية المهر ثابتة بالقرآن والسنة والإجماع وهو يرفع من شأن المرأة ويعلي من قدرها ولا يعتبر المهر ثمنا للمرأة كما يظن الكثيرون بل هو عين التكريم للمرأة.
فالرجل يعطيها هذا المال نحلة منه تعبيرا عن رغبته في المرأة ومودته لها فهو يعطيها اياه هدية وهبة منه لا ثمنًا للمرأة كما يدعي المدعون. وفي ذلك يقول القرآن بصريح العبارة: (وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا). (النساء: 4).
و بالرغم من حرص الإسلام على هذا البند وتأكيده عليه في كثير من النصوص الشرعية لاهميته في صون وحفظ حقوق المرأة جاء مؤكدا على أهمية التخفيف منه و عدم الإثقال على الرجل فيه قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (خير النكاح أيسره) رواه ابن حبان.
وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم لأمته واتباع هذا الدين الحنيف خير المثل في ذلك ، حتى ترسخ في المجتمع النظرة الصادقة لحقائق الأمور فعندما تقدم علي بن أبي طالب لطلب سيدة نساء الجنة ابنة رسول الله صلى االله عليه وسلم فاطمة ولم يكن لديه شيء يقدمه كمهر قال له رسول الله فيما معناه قدم لها درعك المحطمة وذلك لبين لنا سهولة ويسر هذا الدين.
فما بالنا نبتعد عن سنة الله وهدي رسوله الكريم بتقاليد عمياء أثقلت كاهل شباب الأمة فبتنا نتباهى برفع المهور وكأننا نتاجر بسلعة ما ولا نعي الهدف والحكمة الحقيقية وراء هذه السنة الطيبة.
أصبحنا نتعلق بتقاليد مجتمعية واهنة غافلين عن تبعاتها على المجتمع في ظل انعدام الفرص التي تساعد الشباب على تأسيس حياة بسيطة تليق بهم وتحقق حلم يرواد كل واحد فيهم فطر عليه وهو أن يسكن إلى إمرأة تنسيه هموم الحياة.
ولا ننسى الغلاء الفاحش الذي دق أطنابه على أكتاف من يقبلون على الزواج فمن تكاليف البناء وتباعاتها لايجاد منزل بسيط الى الشعائر الزفافية التي تحمل في ثناياها أمور بداعٍ واخرى بلا يبقى الجيل الشاب ضحية مطرقة متطلبات كثيرة وسنديان ارضاء الناس.
و لا بد أن أشير الى سن الزواج المتأخر نوعا ما الذي يصل اليه الشباب لاسباب عدة مما سبق حيث باتت قداما الشاب الفلسطيني تطأ سن ال30 بأقل تقدير دون أن يخرج من دفتر العزوبية.
سيقول قائل أن هذا السن مثاليا سأجيب ببساطة يا سيدي هو ليس مثاليا بتاتا فعندما نفكرمليا بهذا الأمر الزاوج في سن 25 سيكون لديك ولد يقاربك بالسن فما أن تصبح في سن ال40 حتى تجد شابا تتكأ عليه وفي حال تزوجت بسن 30 سيكون طفلك لازال صغيرا وانت في 40 من عمرك.
ان الحياة تتطلب من الشباب الفلسطيني أن يتحمل كثير من الأعباء تحت ظلال كثير أساسها ظلام العادات والتقاليد و الخوف من كلام الناس.