الرئيسية / مقالات
المقاومة الشعبية كما يراها عباس زكي بقلم ثائر حنني
تاريخ النشر: الخميس 24/04/2014 16:31
المقاومة الشعبية كما يراها عباس زكي بقلم ثائر حنني
المقاومة الشعبية كما يراها عباس زكي بقلم ثائر حنني

 


في الندوة السياسية التي نظمت في مدينة نابلس بتاريخ 19\4\2014 على شرف الذكرى السابعة والستون لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي والذكرى الخامسة والأربعون لانطلاقة جبهة التحرير العربية والتي تحدث فيها كل من السادة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عضو قيادة جبهة التحرير العربية محمود إسماعيل والرفيق قيس عبد الكريم نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والأخ عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).حيث تحدث ثلاثتهم عن انجازات البعث العربي على الصعيدين العربي والفلسطيني معددين في الوقت ذاته مناقب الشهيد الخالد صدام حسين الأمين العام السابق لحزب البعث العربي الاشتراكي,وقد تناول المتحدثون الثلاثة أيضا الوضع الراهن على الساحة العربية ومستجدات الوضع السياسي في الساحة الفلسطينية في ظل انسداد الأفق السياسي وعقم المفاوضات الجارية منذ ما يزيد على العشرون عاما وصل خلالها الطرف الفلسطيني إلى قناعة تامة بعدم جدية العدو الصهيوني في سلوك طريق السلام المؤدي لإنهاء الاحتلال وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وفق ما أقرته الشرعية الدولية المنحازة بالأصل للحركة الصهيونية المجرمة بسبب هيمنة الدول الاستعمارية الكبرى وتحكمها بكل القرارات الصادرة عن تلك الشرعية والتي أجحفت بحق الشعب الفلسطيني الذي يملك وحده الحق بفلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر,وقبلت بها القيادة الفلسطينية رغبة منها في التوجه السلمي لحل النزاع العربي الصهيوني وحقن الدماء وإبعاد شبح الحروب المدمرة في المنطقة وانسجاما مع الجهود الدولية في ظل انعدام التوازن الدولي وهيمنة القطب الواحد المنحاز أبدا لصالح الكيان الصهيوني.
 
ما لفت انتباهي وشنف سمعي في تلك الندوة ودفعني لكتابة هذه السطور هو بعض من كلمات الأخ عباس زكي عند تناوله الحديث عن الخيارات المقبلة لدى الشعب الفلسطيني في ظل فشل المفاوضات السلمية ,والإحباط لدى الشارع الفلسطيني وقيادته من إمكانية الوصول لحقوقنا الوطنية والمشروعة عبر ما يسمى مسيرة التسوية السلمية ,وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967م.تلك الكلمات التي تناول وأسهب في الحديث عنها والمتعلقة بالمقاومة الشعبية في ظل عدم قناعة البعض كما قال بخيار الكفاح المسلح بسبب التفوق الإسرائيلي العسكري والتكنولوجي ,وأردف قائلا :نعم لتكن المقاومة الشعبية عنوان المرحلة المقبلة في نضال شعبنا ضد الاحتلال ,ولكن ليست تلك المقاومة المحصورة بعشرات الناشطين الفلسطينيين ومعهم عشرات ممن يحملون الجنسية الإسرائيلية وعدد قليل من الأجانب الداعمين للسلام في المنطقة.
إن المقاومة الشعبية كما يراها السيد عباس زكي وتحدث عنها بعمق هي تلك التي تستطيع تأطير واستيعاب عشرات الألوف بل ومئات الألوف في صفوفها من أبناء شعبنا ,وتصعيدها نحو إغلاق الطرق المؤدية للمستوطنات وتعطيل حركة اللصوص من المستوطنين وغلاتهم لعدة أيام والتصدي لقطعانهم المجرمة بالعصي والحجارة والدوس على رؤوسهم بالأحذية كما حصل في بلدتي قصره وبيت فوريك ,مهما كلفنا ذلك من ثمن حتى سقوط العشرات منا شهداء وأمام عدسات المصورين المحليين والأجانب بهدف استنهاض الرأي العام الدولي في صالحنا ,وإجبار الاحتلال على إنهاء احتلاله لأراضينا وكنس مستوطنيه ومستوطناته المقامة على جبالنا ومزارعنا والمخالفة للقوانين الدولية.
إن ما تفضل به السيد عباس زكي كلام سليم وينم عن وعي قيادي وهو في العمق مع إضافة رؤية إستراتيجية نضالية للمرحلة المقبلة تقوم أساسا على استخدام كافة الخيارات الممكنة لدحر الاحتلال والمنصوص عليها في القانون الدولي الذي يجيز المقاومة المسلحة ضد جنود وجيش الاحتلال ,تلك المقاومة المبنية على أسس سليمة ,تضمن تحقيق النجاحات على الأرض ,وعدم تأليب الرأي العام الدولي ضد مقاومة شعبنا المشروعة للاحتلال ,مع يقيننا جميعا أن كل صهيوني يجثم على الأرض الفلسطينية قادما من شتى أصقاع المعمورة ليس إلا مستعمر ومحارب ولص مارق ,ولكن المجتمع الدولي لا يفهم تلك اللغة التي نفهمها نحن ,مما يتطلب التساوق مرحليا مع متطلبات المجتمع الدولي.
                                                           
 
                                                
 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017