إيناس سويدان
قطع "أنتيكا" مختلفة الأشكال والألوان تروي قصص لأشخاص فارقوا الحياة وتركو خلفهم أثر لذكرى تتكلم عن ذاتها..
تدخل محتاراً إلى ذلك المكان الذي رسمة دكان اللفداوي بما يعرضه من قطع من تاريخ البلد وأهلها، متناثرة على حاشية الطريق وعلى جدران محل صغير، وتجد كرسي الخشب العتيق الذي يلازمة أبو رشيد منذ عشرين عاماً، يجلس مستمتعاً متمسكاً بتراثه العتيق، كل شيءٍ يشدك نحو قصصٍ لا يكررها الزمن، تفاصيلٌ تجبرك على إقتنائها للاحتفاظ بها، وتوريثها لأبنائك وأحفادك، ولا تكاد تخرج إلا وقد امتلئت بالحب والرضا لمثل هذه القطع التي قل وجودها وندر في مثلِ هذه الأيام، آلات موسيقية تعزف لحن الحب والأمان داخل سقف هذه الغرفة.
يروي سمير اللفداوي (62 عاماً)، ارتباطه بمحله وأدواته، ويقول "أنا رسالتي أديتها، علمت ولادي الأربعة وكبرتهم، كانت جمع قطع الأنتيكا هواية والآن هي مهنتي التي أعيش منها وأستمتع بها".
ويشير اللفداوي إلى أن محله الوحيد من نوعه في هذه المنطقة، وأن معظم القطع أصلية وخاصة ويعود تاريخها لأكثر من 150 عاماً.
وتابع "من ليس له ماضي، ليس له حاضر ولا مستقبل، وأن قلة الوعي بقيمة هذه المقتنيات كبيرة جداً، خاصة لدى شباب هذه الأيام الذين يبيعون كل هذه المقتنيات القيمة بعد وفاة أهلهم".
وأضاف أن زبائنه ممن يمتلكون الحس الفني ويدركون قيمة هذه المقتنيات، وأن الناس لا يفكرون في اقتناء مثل هذه القطع إلا بعد توفير مقومات الحياة الأساسية وهو أمر ينازع لتوفيره معظم الناس في بلادنا.
ونوه أن العائد المادي من هذه المهنة ليس كبيراً إلا أنه لن يتوقف عن ممارسة هوايته ومهنته المفضلة، التي ظهر شغفه بها من طريقته في رواية قصة كل قطعة داخل المحل.
وأكد ياسين محمد أحد زبائن هذا المحل العريق، وهو مدرس فنون منذ أكثر من 50 عاماً أنه يحضر خصيصاً من القدس إلى نابلس ليشتري من هذا المحل تحف وقطع يستخدمها ويستوحي أفكاره منها في لوحاته.
وأضاف أن وحدهم من لديهم حس فني يدركون قيمة هذه القطع، وبالرغم من ارتفاع سعرها إلا أنها تستحق ثمنها .
وقالت براء أحمد (19 عاماً)، أن قطع هذا المحل تختلف عن الموجودة في السوق، وبشكل خاص الإكسسوارات والأحجار الكريمة الموجودة لديه.
وأضافت أن الملفت بهذه القطع أن كل قطعة لها قصة مميزة تذكرك بتراثنا وماضينا، وتدلل على تاريخ وثقافة فلسطين العريقة.
mildin og amning
mildin 30 mildin virker ikke