memantin iskustva memantin kosten memantin wikipedia"> memantin iskustva memantin kosten memantin wikipedia
">تسنيم ياسين
ما إن لمحتنا من بعيد قاصدين خيمتها حتى سارَعَت بالدخول إليها، في البداية اعتقدنا أنها العادات التي تحتم على المرأة ألا تتحدث مع الصحافة والصحفيين فبدأنا نجهز كلماتنا وطرقنا الالتفافية لنقنعها بالتصوير أو حتى مجرد الحديث، ولكن لم يطل انتظارنا حتى خرجت إلينا تستقبلنا بلهجتها الفلاحة الأصيلة وتشدد علينا الدخول إلى خيمتها المتواضعة.
هي خيمة واحدة تسكنها أم سامح أبو لحية مع زوجها وأولادها الثلاثة بعد أن أتوا من خربة الطويل شرق قرية عقربا إلى وادي الزقازيق بحثاً عن مكان دافئ يقضون فيه شتاءهم ويرعون أغنامهم فيه.
بعد محاولات جهيدة في إقناعها بأننا مستعجلون ولن يكفي الوقت لنشرب الشاي معها، بدأت تروي لنا حكايتها والابتسامة تكلل وجهها: "منذ أن هدم الاحتلال بيتي في خربة الطويل سكنت مع عائلتي في إحدى المغارات هناك، ولكن في الشتاء يصبح الجو بارداً علينا وعلى أغنامنا التي هي موردنا الرئيس لذلك نأتي إلى هنا ونقضي الشتاء في خيمتنا هذه".
وتتابع: "في فترة الشتاء نأتي إلى وادي الزقازيق هنا وننصب خيمتنا ونرعى أغنامنا لأن الجو أكثر دفئاً وأغنى بالحشائش اللازمة، وهكذا نتدبر أمرنا ببيع الجبنة والحليب ما يعود علينا بمورد مالي يكفينا الحمد لله".
لا يقتصر الأمر على عائلة أم سامح، فالعديد من العائلات من القرى والخرب القريبة من الوادي و التي تعيش على رعي الأغنام والماشية تقصده في فصل الشتاء بحثاً عن الدفء والمرعى حتى وإن كان يتوفر لهم مسكن في قراهم.
لكن الاحتلال يأبى إلا وأن ينغص على العائلات حياتهم ليهددهم كل فترة وأخرى بهدم خيامهم، تقول أم سامح: "لم يكتفوا بهدم بيوتنا في خربة الطويل وتهجيرنا في المغارات ليلاحقونا إلى هنا ويسلمونا أمراً بالإخلاء، وها نحن الآن نترقب وننتظر ما سيحدث ونتمنى ألا ينفذوا الأمر".
وقبل أن نخرج لم تتركنا حتى أخرجت لنا بعضاً من الجبنة البيضاء المملحة التي صنعتها بيديها، لم يكن الطعم المدلل الذي اعتدنا عليه، بل كان طعماً ممتزجاً بألوان المعاناة والتعب.