بالصور "مراكب الحمير".. جولات طلابية لتعزيز الريف الفلسطيني
نابلس-
منذ ثلاثة أسابيع، شرعت مجموعة شبابية من طلبة الجامعات في سبسطية، غرب نابلس، بمبادرة فريدة من نوعها، لتعزيز مفاهيم البيئة والريف الفلسطيني والحفاظ عليها، من خلال تنظيم تجوالات في أماكن البلدة التاريخية على ظهر الحمير، لمواجهة محاولات التهويد والطمس "الإسرائيلية".
يقول عبد الرؤوف حواري، أحد القائمين على المبادرة، إن الفكرة بدأت بمزحة ثم تحولت لواقع، بعد أن فكر الشبان بإيجاد مصدر دخل لهم، "إلا انها تطورت لتعزيز ثقافة الريف الفلسطيني، وتنمية ارتباط الشباب بوطنهم وتاريخهم من خلال زيارة الأماكن التاريخية وتقديم شروحات عنها".
ونبّه إلى أنه اختير الحمار، في رحلات التجول، لما له من رمزية وارتباط وثيق بالريف الفلسطيني، كما يتضمن التجوال أيضا، وجبة طعام ريفية تتكون من الزيت والزعتر والزيتون واللبنة وقلاية البندورة على الحطب، كما أنها جولة متكاملة ليعيش المشارك خلالها أجواء الريف بتفاصيلها كافة.
وأشار إلى أن ما شجع الفريق على الاستمرار وأعطاه دافعا إيجابيا، ردود الفعل الإيجابية لدى المشاركين وتزايد الإقبال على التجوال، علما بأن المشاركين من الجنسين كليهما.
تحديات
وعن التحديات والصعوبات التي تواجه الفريق، يؤكد "حواري"، أن المصادر محدودة لدى الفريق، (لا يمتلكون سوى 15 حمارًا فقط)، ما يعني استيعاب عدد قليل من المشاركين.
ويقوم على المبادرة خمسة شبان، أربعة منهم طلاب هندسة، والأخير طالب طب بيطري، يتولى مهام مراقبة الحمير والاعتناء بها وملاحظتها.
ويقطع المشاركون خلال تجوالهم مسافة 15 كيلو مترًا، ابتداء من المنطقة الأثرية وشارع الأعمدة في سبسطية والمدرج، ومن ثم سكة الحجاز العثمانية في المسعودية، ومن ثم سلوك طريق سهلية تليها منطقة جبلية طبيعية،
كما يتخلل التجوالات تعريف بالنباتات والزهور البرية الفلسطينية، وتعزيز مفاهيم البيئة والحفاظ عليها، بالإضافة لمفاهيم الرفق بالحيوان.
ونبّه "حواري" إلى أن الفريق يسعى لتوسيع مجاله من خلال إدراج مسارات جديدة في قرى ومناطق ريفية متنوعة بالإضافة لسبسطية، كما أنه يسعى لإضافة ميزة التخييم.
ويستغل الفريق يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، بالإضافة إلى أيام العطل الرسمية، فيما شهدت المبادرة إقبالا كبيرا من رام الله ونابلس وقراهما.
تعزيز المفاهيم
وحول آراء المشاركين في التجوالات، تقول عزيزة جلجولي، طالبة الإعلام، إن مشاركتي في التجوال وسّعت معرفتي في مجال الآثار وثقافة الريف الفلسطيني، "كما عززت لديّ مفاهيم الحفاظ على البيئة والطبيعة الفلسطينية، بالإضافة لتقديم معلومات ومفاهيم حول الرفق بالحيوان وضرورة الحفاظ على الأنواع النباتية والحيوانية".
وأكدت أن المجتمع الفلسطيني بحاجة لمثل هذه المبادرات، التي تعزز ارتباط المواطن ببلده وثقافته، في ظل محاولات التهويد والطمس "الإسرائيلية".
وتعدّ "جلجولي" انطلاق المشروع من بلدة سبسطية، بأن له دورا إيجابيا؛ "فهي بلدة ذات تاريخ عريق، وتزخر بالمعالم الحضارية، وتعزز ارتباط الإنسان بجذوره وثقافته"، خاصة وأنها والمواقع الأثرية فيها تتعرض لانتهاكات من الاحتلال والمستوطنين.