منذ صيف عام 2015، تتعالى العديد من الأصوات في أوروبا مُتحدثةً عن تدفقٍ غير مسبوق من قبل المهاجرين وطالبي اللجوء على القارة ما سبب أزمة لدولها. لكن هناك من يقول إن ملامح الصورة تختلف عما ترسمه الأوساط الأوروبية. من بين هؤلاء العاملون في منظمة «أطباء بلا حدود» الإغاثية الدولية، التي أعلنت أنها أنقذت خلال العام الماضي وحده أكثر من 20 ألفاً من المهاجرين وطالبي اللجوء، ممن كانوا يحاولون عبور البحر المتوسط باتجاه الشواطئ الأوروبية. وتفنّد المنظمة بعض الأكاذيب التي شاعت بشأن ملف الهجرة عبر البحر إلى أوروبا.
- تدفق اللاجئين
لا تزيد نسبة الزيادة التي طرأت على عدد المهاجرين في العالم بين عامي 2010 و2015 على 0.1%.
-الرجال فقط يهاجرون
لا يشكل الرجال الأصحاء كل المهاجرين الذين يصلون إلى أوروبا، كما يحسب الكثيرون. بل إن الإحصائيات تشير إلى أن 43% ممن وصلوا إلى القارة الأوروبية العام الماضي كانوا من النساء والأطفال.
- الأزمة انتهت
خير دليلٍ على ذلك ما تقوله المنظمة من أنها أنقذت في الشهر الأول من العام الجاري أكثر من 700 مهاجر وطالب لجوء، وذلك بعد عامٍ هو الأسوأ على الإطلاق من حيث حصيلة قتلى محاولات عبور البحر المتوسط باتجاه أوروبا، إذ قضى خلاله أكثر من خمسة آلاف شخص ممن أقدموا على هذه المحاولات نحبهم غرقاً.
- أوروبا تؤوي أغلبية اللاجئين
تستضيف 6 دول في أفريقيا والشرق الأوسط أكثر من نصف اللاجئين على مستوى العالم، بينما لا تحتضن أوروبا -القارة الأغنى على سطح الأرض- سوى 6% من هؤلاء فحسب.
- أوروبا الملاذ الآمن والحضن الدافئ
يعيش الكثيرون من المهاجرين الذين بلغوا الشواطئ الأوروبية -وبينهم أطفال- في ظروف مزرية وغير آمنة على الإطلاق. فآلافٌ من هؤلاء يقيمون في العراء في ظل درجات حرارة تتدنى أحياناً إلى ما تحت الصفر.
- الأطفال يسافرون مع مرافقين
تشير تقديرات «أطباء بلا حدود» إلى أنه لم يكن هناك أي بالغين يرافقون 88% من الأطفال المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا العام الماضي. بل إن طفلاً في العاشرة من عمره كان على رأس أسرة أنقذها فريق تابعٌ للمنظمة وتألفت من أشقائه الأصغر منه سناً.
- المهربون طيبون
بات المهربون ينزعون باطراد لاستخدام قوارب شديدة الرداءة لنقل المهاجرين، ما يؤدي إما إلى تهشمها تحت وطأة ركابها، أو غرقها وسط مزيج مسموم من مياه البحر والبنزين. كما تبين أن الركاب لم يعودوا غالباً يُزودون في الوقت الراهن بسترات نجاة أو طعامٍ أو حتى وقودٍ كافٍ لإتمام الرحلة.
- أغلب اللاجئين يستطيعون العودة إلى ديارهم
يُعزى ذلك إلى أن أكثر الدول التي يَفِدُ منها لاجئون إلى أوروبا، وهي سوريا والعراق وأفغانستان وأريتريا ونيجيريا، غير آمنة على الإطلاق لأن يعود المهاجرون إليها، وهو ما يجعل هؤلاء -حسب التعريفات المعتمدة من قبل الأمم المتحدة- مؤهلين لأن يُطلق عليهم وصف لاجئين.
نقلا عن جريدة الاتحاد