سعى الاحتلال منذ البدايات في عام 1967 الى انشاء البؤر الاستيطانية على اراضي محافظة سلفيت ضمن خطة استراتيجية ممنهجة ومدروسة ويظهر ذلك من خلال مخططات التوسعة والسيطره على مئات الدونمات وتنفيذ الطرق وخدمات البنية التحتيه والمرافق العامة التي تكون حسب اعلى المواصفات التخطيطية.
وذلك بهدف السيطرة على اكبر مساحة ممكنة من الاراضي وسلب الموارد الطبيعيه والضغط على التجمعات السكانية الفلسطينية لتصبح "كانتونات مغلقة" وسط المستوطنات التي تتوزع بطريقة الانتشار مع التركز، أي أنها تنتشر على جميع اراضي المحافظة ولكنها تتركز في بعض المناطق خصوصاً بالقرب من التجمعات السكانية الفلسطينية بهدف مزاحمتها وخنقها، معتمدة على موقع استراتيجي يشرف على هذا التجمع كما مستوطنة " ارئيل " وموقعها بالنسبة لمدينة سلفيت ومرده وكفل حارس وحارس أو من خلال طريق رئيسي يصل بين هذه التجمعات مثل مدخل سلفيت الرئيسي .
والأخطر من هذا وجود عدد من الكتل الاستيطانية الواضحة الأهداف والتي أخذت شكل الأحزمة لمنع التواصل بين التجمعات الفلسطينيه مثل تكتل المستوطنات المحيطة بـ " علي زهاف " والتي تعزل ديربلوط ورافات والزاوية وتتصل بسلسله ارئيل وارئيل الصناعيه وصولا الى تفوح لتفصل بلدات وقرى المحافظة شمال جنوب بموازاة ما يسمى عابر السامرة.
الاستيطان مهمة حكومية بامتياز
ان المتابع لشان الاستيطان في محافظة سلفيت يدرك ان الاستيطان من مهام الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة وهو ضمن خطة ممنهجة ومدرجه في المخطط القومي الإسرائيلي الشامل لانه يراعي التخطيط الاجتماعي ويغطي مجال السكان وتخطيط الخدمات العامة مثل: التعليم،الصحة،الإسكان، الخدمات الاجتماعية ويتم بالتخطيط الاقتصادي من خلال تخطيط النشاط الصناعي والسياحي و الأنشطة الاقتصادية بالاضافة الى مهمة التخطيط العمراني الذي حددته السياسة العامة لإسرائيل في الإسكان والتعليم والصحة والصناعة والزراعة.. إلخ، ووزع المستوطنات وأحجامها ووظائفها وعلاقتها مع السياسة القومية الإسرائيلية الشاملة، ويعتبر "رابين" أول من دعا إلى عدم العشوائية في اختيار أماكن الاستيطان.
المستوطنات والتخطيط الإقليمي
التخطيط الإقليمي الإسرائيلي تناول بالدراسة والبحث وضع المخططات اللازمة لحركة الاستيطان في ضوء التخطيط القومي الإسرائيلي وتوجيهاته لكل إقليم ، ويشمل النواحي الاقتصادية والاجتماعية والطبيعية على مستوى الإقليم، حيث يتعرض بدرجة أكثر تفصيلاً من التخطيط القومي لتوزيع المجتمعات العمرانية الحضرية والريفية ومن ضمنها المستوطنات وأحجامها ووظائفها، وتوزيع السكان واستعمالات الأرض حالياً ومستقبلاً في الإقليم كما تعرض لشبكة الطرق والنقل والمرور الإقليمي الذي يربط بين التجمعات العمرانية ومن ضمنها المستوطنات، وأحجام المرور الحالية والمتوقعة على الشبكة الإقليمية والقومية.
و لأن المستوطنات في المخطط القومي والإقليمي الإسرائيلي هي نواة لمدن مستقبلية، وهي مناطق جديدة لم يسبق فيها العمران فقد تم تخطيطها على أساس تخطيط المدن والأحياء والقرى الحديث، أي تخطيط شبكات الطرق والصرف الصحي والمياه والكهرباء للمناطق التي ستقام عليها المستوطنات أولا، ثم تقوم المجالس المحلية بالتخطيط المحلي والتنفيذي أي تخطيط المستوطنات من الداخل.
التصميم العمراني للمستوطنات
حظي التصميم العمراني للمستوطنات باهتمام المخططين وأصحاب القرار في إسرائيل، وذلك بهدف توفير بيئة تتوفر فيها كل عناصر الراحة والخدمة والمنفعة والجمال، وحظي عنصر الجمال بنصيب الأسد من ذلك كله، وينسحب ذلك على كل المستوطنات، مما يؤكد بأن هناك خطة كاملة عليا قامت بها جهة مسئولة واحدة في إسرائيل، وأيضاً يقود إلى الإحساس بوجود طابع واحد لعمارة المستوطنات.
أما بالنسبة لأشكال تجميع المباني والمنشئات فهناك تنويع و اختلاف إلى حد ما بين كل مستوطنة وأخرى، وكل حي سكني وأخر في المستوطنة، ولكنه تنويع داخل الوحدة، فالمصمم أوجد التنوع في أشكال المباني والشوارع للمستوطنة الواحدة وعلى مستوى كل المستوطنات، ولكنه أيضا أوجد طابع واحد لكل المستوطنات.
المخطط الاسرائيلي للاستيطان في محافظة سلفيت
ان الـ 24 مستوطنة المقامة على اراضي محافظة سلفيت وجدار الفصل العنصري وشبكات الطرق والتي تسيطر فعليا على ما يقارب ال 40% من مساحة المحافظة والمخطط ان تسيطر على 70% تسير ضمن خطة اصبحت واضحة المعالم ليكتمل ما يسمى "اصبع ارئيل" والذي يمتد من مفرق زعتره وما يعرف بمستوطنة تفوح شرقا الى مستوطنة ليشيم غربا وما يعرف بمنطقة ظهر صبح وجبل عرارة وبالتالي تقسم المحافظة شمال جنوب وتعزل منطقة ديربلوط رافات الزاوية والتي تعرف بمنطقة "عنق الزجاجة" لان مخرجها الوحيد هو اسفل الجسر على مدخل الزاوية الشمالي ولتصبح سكاكا ياسوف سلفيت فرخة بروقين كفرالديك كتجمع سكاني مجرد من اراضيه الشماليه لصالح المستوطنات ويتم عزل تجمع مسحة بديا سرطه قراوة بني حسان وسلخ اراضي التجمع غرب مسحه وجنوب سرطة وبديا وشرق قراوة بني حسان ويتم محاصره تجمع حارس كفل حارس قيره ديراستيا ونهب الاراضي الغربيه لهذا التجمع لصالح المستوطنات وبالتالي تواصل جغرافي بين المستوطنات وربطها بشبكة طرق داخليه وطرق سريعه مع الداخل المحتل وتقسيم المحافظة الى اربعة معازل سكانيه بمساحات قليله من الارض.