الرئيسية / الأخبار / فلسطين
الزرب الفلسطيني: مهنة تقليدية تنتشر من جديد
تاريخ النشر: الأحد 02/04/2017 08:59
الزرب الفلسطيني: مهنة تقليدية تنتشر من جديد
الزرب الفلسطيني: مهنة تقليدية تنتشر من جديد

نابلس/من ايناس سويدان-اصداء

في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها الأسرة الفلسطينية، يتحول الزرب الطبق الشعبي الفلسطيني لوسيلة تدر المال وتصبح مصدر دخل لكثير من هذه الأسر، فيتنافس معدوه لتقديمه بأقل تكلفة وجهد، إلا أن عبق الأصالة والنكهة المميزة لهذا الطبق تبقى حاضرة باختلاف أساليب تحضيره.

وفي الآونة الأخيرة نلاحظ وجود طبق الزرب في مقدمة قوائم الطعام في المطاعم والحفلات والعزائم وحتى في الأعراس الفلسطينية، وذلك بسبب شهرة هذا الطبق وحب الناس له، وكذلك سهولة الحصول عليه، فما عليهم سوى أن يطلبوا هذا الطبق اللذيذ من أحد معدوه الذين كثروا وانتشروا في مختلف المدن والقرى الفلسطينية.

والزرب في أصله طبق فلسطيني قديم، تشوى فيه اللحوم على الجمر في حفرة تحت الأرض، وتغلق الحفرة بإحكام طول فترة الشوي التي يقدرها معد الزرب حسب نوع اللحوم التي يعدها، لذلك تحتاج هذه المهنة إلى الخبرة والدقة حتى يخرج الطعام من الحفرة في الوقت المناسب.

في بدايته كان يعد من اللحوم كاملةً وكانت تأخذ وقتاً طويلاً لتنضج، ولكن بتطور ثقافة الطعام ونمو الحياة الاقتصادية يستخدم الناس الأنواع المختلفة من اللحوم والطيور، وكذلك يضيفون الخضار والأرز وأنواع البهارات والنكهات المختلفة لتزيد هذا الطبق لذة وتميز.

يقول محمد شاكر (53عاماً)، " أقوم بإعداد الزرب بمساعدة زوجتي، فهي تقوم بتتبيل وتجهيز اللحوم والدجاج و غيرها من الأرز والخضار وأنا أقوم بتحضير النار داخل الحفرة لشوي هذا الطبق".

ويتابع نحن نعمل بهذه المهنة منذ 7 سنوات، وفي بداية الأمر كنا نعده لنا ولأقاربنا ولكن الآن أصبحت المهنة التي تعيش منها أسرتنا.

ويضيف أن هذه المهنة تحتاج لخبرة وسرعة بديهة حتى تستطيع التصرف في أي موقف تتعرض له، فلو لم تقدر الوقت الذي يحتاجه الطبق بالشكل الصحيح ممكن أن تخرجه محترق بالكامل أو غير ناضج، وهذا سيضعك في موقف محرج مع الزبائن خاصة أن معظم الطلبات تكون لعزائم أو أعراس ولا مجال للخطأ.

وذكر أن الطلب على هذا الطبق يزداد بشكل كبير في فصل الصيف، وخاصة في شهر رمضان المبارك،  الذي يتربع فيه طبق الزرب على معظم الموائد الفلسطينية في معظم أيام الشهر الفضيل.

ويحدثني أكرم داوود (أبو أحمد) "56 عاماً" عن مهنته في حَفر وإعداد حُفَر الزرب وعن طريقته في إعداد وتتبيل الأطباق المختلفة التي يطهوها دخل هذه الحفر، فهو لا يقتصر على شوي اللحوم والدجاج بل أصبح يعد معظم أنواع الطعام دخل هذه الحفر مثل السمك وصواني الخضار المتنوعة وغيرها من الأطباق التي جذبت اهتمام الكثير من الناس وجعلتهم يتوافدون عليه لتجربة هذه الأطباق الجديدة والمميزة.

ويقول أن الزرب مناسب لمعظم الناس فالجميع يحبه وسعره مناسب للجميع وأيضاً لا يتطلب وقت وجهد بالنسبة لهم فعليهم فقط أن يقوموا بطلبه، ويضيف أن هذا العمل أصبح جزء من حياته اليومية وأن هذه المهنة مناسبة لتكون عمل إضافي مربح إلى جانب عمله في المتجر.

ويقول" صحيح أن هذا العمل متعب من ناحية الوقوف بين الشمس الحارقة والجمر الملتهب طوال اليوم ولكنه عمل مسلي وأن على الإنسان أن يتعب ليكسب قوت يومه".

وذكرت أم عمر "35 عاماً" أن الزرب من أشهى المأكولات الفلسطينية، وأن جميع عائلتها تحبها وتجتمع عليها في المناسبات، وأنها تطلبها من المطاعم أو من الناس الذين يعدونه على الطلب، وذلك بسبب صعوبة إعداده في المنزل وكذلك حاجته للخبرة في إعداده.

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017