memantin iskustva memantin alzheimer memantin wikipedia"> memantin iskustva memantin alzheimer memantin wikipedia">
إعداد: عبير حسين
تحمل ذاكرة اليوم مصادفة غريبة لميلاد ورحيل أحد عباقرة الرسم الذي قدم خلال حياته القصيرة التي لم تتجاوز 37 عاماً أكثر من 287 لوحة، كان لها حضورها الخاص وسط عمالقة عصر النهضة في عصرها الذهبي بالقرن الخامس عشر، ليصادفنا ميلاده في مثل هذا اليوم من 1483، ومن العام 1520 تأتي ذكرى رحيل النحات والمعماري الفنان الإيطالي رافاييل سانزيو الذي يصنف إلى جانب دافنشي ومايكل أنجلو على أنهم دعائم النهضة الكبيرة في الفن التشكيلي الأوروبي. وتذهب بعض التصنيفات بعيداً لتقسم الرسامين والنحاتين إلى مرحلتين الأولى ما قبل ميلاد سانزيو، والثانية ما بعده.
عمل سانزيو في صغره في مرسم والده جيوفاني سانزيو الذي كان مصوراً وشاعراً متواضعاً لكنه لمس نبوغ وتميز ابنه منذ صغره الذي كانت أعماله الأولى عبارة عن نقوش على الألواح الخشبية وعلى الجدران الجصية.
تأثر سانزيو كثيراً برحيل والده معلمه الأول ولم يتجاوز عمره وقتها الحادية عشرة، وبعد عدة سنوات عند بلوغه ال 17 اتخذ قراره بمغادرة قريته «أوربينو» الجبلية وسط إيطاليا، ورحل للعمل مع رسام يدعى بيروجينو نسبة إلى إقامته في مدينة «بيروجيا». ويقال إن بيروجينو انبهر برسومات سانزيو الأولية وقال عنه «دعوه يكون تلميذي، لأنه قريباً سيصبح أستاذي» وبالفعل بعد فترة قصيرة لم يعد ممكناً التفرقة بين رسوم الأستاذ والتلميذ من حيث الجودة والدقة.
مثل كل الشباب وقتها كان السفر إلى فلورنسا هو الحلم الأول لعشاق الرسم والنحت، وفي العام 1504 سافر سانزيو إلى فلورنسا واستقر فيها لسنوات طويلة نفذ خلالها العديد من اللوحات التي تتناول الفضائل الأخلاقية متأثراً بفن الفنان بيروجينو.
بعد ذلك طور رافاييل أسلوباً خاصاً في الرسم خرج به عن تأثير أستاذه «بيروجينو» فعمد إلى الألوان الصريحة والأشكال الواضحة على عكس طريقة أستاذه التي كانت تمتاز بالصلابة وتناسق توزيع الظل والضوء. كما بدأ التحول عن رسم الموضوعات الدينية مستبدلاً إياها بالموضوعات التاريخية خاصة بعد موت القيصر يوليوس الثاني.
امتاز رافاييل بقدرته الهائلة على «التعلم الذاتي» وتوقف طويلاً أمام لوحات الرسام الشهير ماساشيو لدراستها والتعلم منها، وبالفعل تعلم منه كيفية ترتيب الأشخاص والمجموعات في كل لوحة، وكيفية جعل الرسم أقرب إلى الأشكال الطبيعية.
وتسجل ذاكرة التاريخ علاقته الخاصة بالرسام فرا بارتولوميو الذي كان اعتزل الرسم قبل عدة سنوات، لكنه من شدة إعجابه بموهبة سانزيو عاد إلى الرسم لتعليمه أسرار التلوين وخلط الأصباغ ورسم الأقمشة وطيات الملابس وفن البورتريه النابض بالحياة والجمال.
وبعد سلسلة من الأعمال نضج أسلوبه الفني الكلاسيكي ذو الطبيعة التركيبية في عناصرها المعقدة، وفي تناسق أشكالها. وفي فترته الأخيرة ازدهر نشاطه الفني مما قاده إلى إيجاد أسلوب فني عبقري أكثر تعقيداً، وأكثر مبالغة في التركيب، والهيئة الظاهرية للأشكال، وأكثر حيوية في الخطوط، والألوان.