البيتكوين عملة وهمية (افتراضية) مشفرة من تصميم شخص مجهول الهوية يعرف باسم "ساتوشي ناكاموتو"، وتشبه إلى حد ما العملات المعروفة من الدولار واليورو وغيرها من العملات، ولكنها تختلف في أنها وهمية، أي تعاملاتها على الإنترنت وليس لها وجود مادي، ومشفرة، أي لا يمكن تتبع عمليات البيع و الشراء التي تتم بها أو حتى معرفة صاحب العملات.
م. حسن القرعة –يعمل بمجال التجارة الإلكترونية والعمل عن بعد– يوضح كيفية عمل البيتكوين، بقوله: "تخيل غرفة بها كاميرات مراقبة تراقب كل صغيرة وكبيرة وتسجله مدى الحياة، وبهذه الغرفة خمس حصالات شفافة بحيث يمكن رؤية القطع النقدية بداخلها بوضوح، وكل حصالة من الخمسة تعود ملكيتها لشخص يقف خارج الغرفة ومعه كود ليفتح الحصالة".
ويكمل لـ "فلسطين": "هذا الشخص أراد شراء غرض ما فيذهب للتاجر ويعطيه كود الحصالة، ثم يدخل التاجر الغرفة ووجهه مغطى لا يمكن رؤيته ويأخذ المال ويضعه في حصالته الموجودة في نفس الغرفة ويخرج, وبذلك تكون هذه الكاميرات قد سجلت أنه تم نقل مبلغ من الحصالة ولكنها لا تعرف حصالة من أو إلى من ذهبت النقود".
إذًا لماذا "البيتكوين"؟، يذكر م.القرعة إيجابياتها، وهي: "الرسوم المنخفضة والسرعة"، فبدلاً من الحاجة إلى وسيط بين المشتري والتاجر لنقل المال، والوسيط يخصم نسبة من المال، البيتكوين، تلغي وجود الوسيط لأن العملة لم تنتقل، بل كود العملة هو ما خرج من محفظة المشتري إلى محفظة التاجر، وتسمى بـ P2P أو الند بالند، و"العالمية" فهي لا ترتبط بموقع جغرافي معين، فيمكن التعامل معها وكأنها عملة محلية.
وأيضًا تضمن "السرية" فعمليات البيع والشراء لا يمكن مراقبتها أو التدخل فيها وهذه نقطة إيجابية لمن يحب الخصوصية كما أنها تقلل من سيطرة الحكومة والبنوك على العملة، وكون أنه ليس لها (ضابط ولا رابط) فهي تلغي سيطرة البنوك المركزية على طبع الأموال المتسببة بالتضخم وارتفاع الأسعار.
ويشير إلى أن سبب حماية البيتكوين من التضخم هو عددها المحدود فقد وضع "ساتوشي ناكاموتو" خطة ليتم إنتاج 21 مليون عملة بحلول عام 2140، كما أن عددها المحدود أعطاها قيمة كبيرة في السوق، فبعد أن كان ثمنها يساوي 6 سنتات فقط، ارتفع إلى أكثر من 1000 دولار ثم انخفض إلى حوالي 600 دولار، مرجعًا هذه التغيرات المفاجئة إلى كونها غير مستقرة بعد.
أخيرًا الوجه السلبي للبيتكوين، يقول عنه م.القرعة، أول سلبياتها هي سرية العملة وتشفيرها، فهي ميزة وسلبية في آن واحد، لأنها تعطي بعض السهولة للعمليات المشبوهة على الإنترنت وبخاصة في الشبكة العميقة.
وفي السلبيات أيضًا، شكوك حول عملية "التعدين"، فلا أحد يعرف ما هي المعادلات التي يقوم الجهاز بحلها، مما جعل البعض يشك في وجود منظمة تعمل في الخفاء لحل معادلات قد تحتاج إلى مئات السنين في وقت قصير عن طريقة تجزئة المعادلات على السيرفرات لكنها تبقى مجرد شكوك.
إضافة إلى أن لا أحد يعرف هوية مخترعها، هل هو رجل أم امرأة، أم مجموعة من الأشخاص، كما لا يُعرف كم تمتلك هذه الشخصية من العملات، وما إذا كانت دولة ما تتخفى خلف هذه الشخصية، وتملك النصيب الأكبر منها فسيتسبب ذلك في تغيير مراكز القوى على الخريطة.
نقلا عن فلسطين اون لاين