إلى أين يمكن أن يصل الذكاء الصناعي؟
تحدثت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية عما وصفتها بمرحلة ما بعد "الهواتف الذكية"، وقالت إنه ربما خلال فترة ليست بالقريبة جدا، ولكنها في الوقت نفسه ليس بعيدة، ستنتهي تلك الأجهزة كما انتهى جهاز الفاكس وغيره.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، "إننا لا نخطئ عندما نقول إنه خلال عقد من الزمن ستختفي مرحلة الهواتف الذكية، أي بحدود عام 2027"، مشيرة إلى الجهود الكبيرة المبذولة من قبل شركات التكنولوجيا مثل "إيلون موسك" و "مايكروسوفت" و"فيسبوك" و"أمازون" وغيرها، وغيرها من الشركات الناشئة، في محاولة تطوير البدائل عن الهواتف الذكية.
وأضافت الصحيفة: "عندما تختفي حقبة الهواتف الذكية، فيعني ذلك أنه ستحصل أمور غريبة لكل شخص، ليس على المنتجات الشخصية، بينما طريقة عيش المجتمع".
على المدى القصير
ويعتقد الناس أن أجهزة الآيفون والهواتف الذكية ألهمت ثورة الأجهزة الصغيرة التي يمكن حملها لأي مكان، والقادرة على القيام بالمهام اليومية المعتادة، مع تزويدها بالكاميرا ونظام "جي بي أس"، وليكون معها ممكنا استخدام بعض التطبيقات، مثل أوبر، أو تطبيقات التواصل مثل سناب شات.
وأشارت الصحيفة إلى أنه مع صعود الهواتف الذكية اختفت الأجهزة الكبيرة مثل "الحاسوب الشخصي" وحتى أجهزة اللابتوب الكبيرة المرتبطة بكثير من الإكسسوارات، مثل الفأرة ولوحة المفاتيح والشاشات الكبيرة.
وعلى سبيل المثال، أصدرت شركة سامسونج هاتفها الجديد جالاكسي "أس8"، الذي يتمتع بشاشة مقسمة للقيام بعدة مهام في وقت واحد، كما أن جهاز جالاكسي الجديد سيتم تطويره، بحيث تصبح كل ميزة وخاصية وحركة في الجهاز مرتبطة بالصوت.
وأشارت الصحيفة إلى أن النسخة المقبلة من جهاز آيفون، ستشهد تطوير خاصية الأمر الصوتي "سيري"، بالإضافة إلى العديد من المميزات، وأن أجهزة أخرى مثل "إيكو" في أمازون، ونظارة "الواقع الافتراضي"، وساعة أبل، ستستمر بالصعود والنجاح الكبير، هذا فضلا عن كثير من التجارب التي تقوم بها الشركات الناشئة في هذا المجال.
على المدى المتوسط
وبينت الصحيفة أنه على المدى المتوسط، ستبدأ هذه التقنيات التجريبية، أو الإصدارات الأولى منها؛ بالتبلور في نماذج قد تكون مألوفة لكنها عجيبة. وقالت: "تعمل كل من شركة مايكروسوفت وفيسبوك وغوغل، على إنشاء سماعات ذات أبعاد واقعية، تعرض صورا ثلاثية الأبعاد مفصلة مباشرة في عينيك. ويشاع أن أبل تعمل أيضا على هذا".
وقال مهندس البرمجيات في شركة مايكروسوفت، أليكس كيبمان: "أجهزة الواقع الافتراضي يمكن أن تكون بديلة للهواتف الذكية والتلفزيون، وأي شيء آخر مع شاشة، وفي الوقت نفسه، الأجهزة الالكترونية الحديثة مثل "إيكو" لأمازون أو "أيربودس" في أبل، ستصبح مع الوقت أكثر أهمية في هذا العالم".
كما أن أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل "سيري" لأبل، أو "أليكسا" لأمازون، أو "بيكسبي" لسامسونج، أو "كورتانا" لمايكروسوفت، سوف تصبح أكثر ذكاء، ولن تكون قادرة فقط على الاستجابة لحديثك معها، إنما ستقوم بالرد عليك أيضا.
وأضافت الصحيفة: "بعبارة أخرى، فإن الأجهزة الحديثة سوف تخطف حواسك، أكثر مما تم من قبل، نظرك وسمعك بالتحديد.. الأمر مخيف حقا".
المستقبل المجنون
ولفتت الصحيفة إلى أن كل الابتكارات لا تزال تعتمد على الأدوات التي يجب أن ترتديها، حتى لو كانت مجرد زوج من النظارات، مضيفة: "القادم مجنون حقا، وليس للإبداع حدود، لذا لا يمكن التنبؤ به حقا، وكل ما علينا الانتظار لبضعة عقود".
وتشير الصحيفة إلى اطلاعها على ما تقدمه شركة "نيورالينك"، وهي شركة جديدة تهدف إلى بناء أجهزة كمبيوتر صغيرة في أدمغتنا، باستخدام تكنولوجيا "Neural Lace"، وهي مرحلة مبكرة جدا من التكنولوجيا التي تعمل على بناء جسور بين الدماغ والكمبيوتر.
واعتبرت الصحيفة أن هذه الخطوة تذهب أبعد من خطوة مزج عالم الديجيتال بالعالم الفيزيائي، لتصل إلى مكان يتحد فيه العالمان، ويصبحان عالما واحدا.
وأشارت إلى أنه في حال نجاح هذه التكنولوجيا بالوصول إلى هدفها، وهذا المتوقع، سنكون قد وصلنا إلى النهاية المنطقية للمسار الذي بدأته الهواتف الذكية.
وتقول الصحيفة، إن الهواتف الذكية وضعت المعلومات والواقع الافتراضي أمامنا، لنتمكن من الحصول عليها عندما نريد، أما تكنولوجيا "Neural Lace" فتضع المعلومات في رأسنا بشكل مباشر.
نقلا عن عربي 21