نابلس:

أطلق مسار إبراهيم الخليل، أمس الأربعاء، مساراً يعد الاطوال والاكبر ويحمل بعدا ثقافياً يهدف إلى اكتشاف الطبيعة وحسن الضيافة والثقافة المحلية بالسير دون توقف لمدة 21 يوماً على  خطى إبراهيم الخليل، حيث يمتد من قرية رمانة شمال غرب جنين إلى بيت مرسم جنوب غرب الحرم الإبراهيمي في الخليل، ويصل طوله 321 كيلو مترا.

ويعمل المسار على تكوين صداقات بين المشاركين، والمشاركة في تمكين المجتمع المحلي وحماية آلاف السنين من التراث والوجود الإنساني، كما يتخلل المسار سرد الحكايات الشعبية واكتشاف الحقول الزراعية وموطن النباتات والحيوانات البرية، والاستمتاع بالطعام الشعبي الفلسطيني الذي تشتهر به القرى.

وقال المدير التنفيذي لمؤسسة مسار إبراهيم الخليل جورج رشماوي لـ"أصداء"، إن مسار إبراهيم الخليل يقطع مسافة 321 كيلومتراً من جنين في شمال الضفة الغربية إلى الخليل جنوب الضفة، حيث يمر المسار في أكثر من 50 قرية ومدينة فلسطينية.

انطلاقة في العام 2005

ويؤكد رشماوي أن فكرة السياحة المجتمعية بدأت عام 2005 ، حيث تم العمل على تنفيذ الفكرة من أجل تعزيز ثقافة المشي، واستكشاف البيئة خارج المدن،كما تم المساهمة في تجهيز بيوت للضيافة للمشاركين في المسار، وتدريب أكثر من 200 عائلة على الاستقبال وحسن الضيافة، في أكثر من 50 قرية ومدينة يمر فيها المسار، والاستعانة بخبرات 15 مرشدا سياحيا مجتمعيا، ومنحهم مزيدا من التدريبات، وخلق فرص عمل لهم.

ويشير رشماوي أن المؤسسة تقيم شراكات مع مسارات عالمية، وخاصة المسارات الفرنسية، بهدف نقل خبرة أكثر من 50 عاماً في جبال الألب إلى فلسطين، واستهداف طلبة الجامعات والمدارس بشكل أساس، حيث تعتبر الطبيعة ملهما قوياً لأصحاب الإبداعات والفنون المختلفة.

السياحة المستدامة

في نفس السياق، قالت مديرة البرامج في المؤسسة غيداء راحيل لـ"أصداء" أنه تم تنظيم هذا المسار المتواصل من أجل زيادة عدد المشاة، وتعريف أكبر عدد من المشاركين على المسار، ومن أجل ترك تأثير إيجابي واضح على المجتمعات الفلسطينية الواقعة على طول المسار، بالإضافة إلى تسليط الضوء على القرى التي يمر بها المسار.

وأكد مسؤول الاتصال والتواصل في المؤسسة جون عتيق أنه تم اختيار مناطق لها تاريخ كنعاني وروماني، كما لها أهمية تاريخية ودينية وسياسية عريقة، كما أن الهدف الأساسي هو دعم التجمعات التي يعتمد اقتصادها على السياحة البيئية المستدامة.

لوحة معلوماتية

وفي بداية المسار أطلق لوحة معلوماتية وضعت أمام المجلس القروي لرمانة تعرف المتجولين والزوار على مسار إبراهيم، وعلى مقطع المشي الممتد بين قريتي رمانة وبرقين.

وشق المتجولون طريقهم من قرية رمانة، تجاه كفر قاد، وكفيرت، حيث مر ببئر حسن على مدخل كفر قود، وعين أم الجمادم الواقعة بين بلدتي كفيرت وعرابة تعلوها صخرة كبيرة تتجمع المياه أسفلها مكونة حوض ماء صغير، وتخلل المسار استراحة لشرب الشاي على فحم الحطب، كما شاهد الفريق أجزاء من مناطق الداخل المحتل والمستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي المصادرة.

جواز سفر

واتجه المسار في نقطته النهائية إلى قرية برقين حيث تم إطلاق جواز سفر خاص بالمتجولين على طول مسار إبراهيم، كوثيقة رمزية، ولتكون أداة لتشجيع جميع المتجولين لزيارة بعض النقاط على طول المسار، ودمع الأختام.

وقال جورج رشماوي أن الهدف من إطلاق الجواز هو تشجيع جميع المتجولين لزيارة بعض النقاط على طول المسار، وجمع الأختام، بحيث سيتم تسليم جائزة معتبرة للشخص الذي سيشارك في جميع المسار.

يشار إلى أن مسار إبراهيم الخليل هو مشروع سياحي مجتمعي، يهدف إلى إفادة وتطوير المجتمعات المحلية من خلال دعوة المشاة لزيادة هذه المجتمعات من خلال مجموعات صغيرة أثناء هذه الجولات الطويلة في الريف الفلسطيني.