mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke">
حِفظ القرآن الكريم في ستة وعشرين يومًا قد يبدو أمرًا غير منطقي، لكنه لدى الطفل مهند الحسني (15 عامًا) كان في غاية السهولة والمتعة؛ فقد أتم حفظه قبل عامين، خاصة أنه طالما اعتاد أن يكون واحدًا من رواد حلقات حفظ القرآن، خاصة في العطلة الصيفية، وسيلة لاستثمارها الاستثمار الأمثل.
كان يتوسط حَلقةً في مسجد "العودة إلى الله" الواقع وسط معسكر جباليا شمال قطاع غزة، فكانت ملامحه الطفولية تنم عن نباغته في الحفظ، فوقع عليه الاختيار أن ينضمَّ إلى مخيمٍ مُكثَف لحفظ القرآن، وكان من شروطه أن يكون الطالب متميزًا، ولديه مقدرة على حفظ ما لا يقل عن عشر صفحات في اليوم.
وقال الفتى الحسني: "لم أجد أي صعوبة في حفظِ القرآن، كان نظام التحفيظ مُكثفًا، ومع ذلك لم يكن متعبًا أو مملًا، كنتُ أذهب إلى المخيم في المسجد من بعد صلاة الفجر حتى صلاة العصر يوميًّا".
وعند عودته إلى البيت كان يكمل الحفظ والتحضير لليوم التالي، ففي بعض الأيام وصل حفظه إلى 40 صفحة في اليوم بسبب روح المنافسة القائمة مع زملائه في المخيم، فكان تقريبًا طيلة ساعات النهار لا يترك المصحف من بين يديه.
وأشار الحسني إلى أنه بمجرد أن وقع عليه الاختيار أن يكون ضمن المشاركين في المخيم غمرته السعادة لسببين: الأول أن التحاقه به سيتكلل بحفظ القرآن كاملًا (وهي أمنية يتمناها أي إنسان مسلم)، والسبب الثاني أنه من ضمن المتميزين.
وقد لامس الفتى تغير شخصيته، وتوسع مداركه، وأن قدرة عقله على الحفظ والتفكير والفهم أصبحت أكبر، قال: "يفتح الله على حافظ كتابه، والرسول (صلى الله عليه وسلم) قال: "من أراد الدنيا فعليه بالقرآن، ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن، ومن أرادهما معًا فعليه بالقرآن"، فيصبح مجال حياة لا نضل به أبدًا، وننال احترام الجميع".
بصوته الندي الطفولي يرتل آيات من القرآن، وفجأة ينقطع صوته، وعندما يدخل عليه والده يجده قد سرقه النوم والمصحف بين يديه من شدة الإرهاق، قال والده: "كنتُ حريصًا وهو في المرحلة الابتدائية أن ألحقه بمراكز حفظ القرآن في الإجازة الصيفية بدلًا أن يقضي وقته فقط في اللعب والشارع، خاصة أن أهل القطاع يفتقدون الأماكن الترفيهية والرياضية للأطفال".
وبين أنه كان يهيئ له الظروف والأجواء في البيت، وأن المخيم بالمسجد كان متكامل الفقرات من طعامٍ ونومٍ وراحة وقراءة للقرآن وتسميع، مشيرًا إلى أن ابنه الوسيم ذا الطبع الهادئ من المتفوقين في المدرسة.
نقلا عن فلسطين اون لاين