الاخ الرئس ابو مازن ,, تتجه مطلع ايار القادم الى الولايات المتحدة للقاء الرئيس دونالد ترامب ,, ترامب الذي وعد في حملته الانتخابية بنقل سفارته للقدس و دعم الاستيطان ,, و بعد توليه الحكم و لقائه نتنياهو تحول للحديث عن العودة للمفاوضات واضعا امامك اشتراطات للدخول في عملية المفاوضات ,, هذه الاشتراطات التي تعني في حال قبولها ان ننسلخ عن فلسطينيتنا انسلاخا تاما فنتنكر لماضينا و حاضرنا بحثا عن وهم مفاوضات عبثية تقود الى المجهول .
الاخ الرئيس ,, نتنياهو حمل ملفا واضحا لا يقبل النقاش او التأويل ,, يقول ان المطلوب من القيادة الفلسطينية التخلي عن شعبها و التنكر لنضالاته و وصفها بالارهاب ,, التنكر للشهداء و الاسرى ,,, القبول بالاستيطان كأمر واقع ,, التنكر للتاريخ و الجغرافيا ,, و التنكر لملايين المهجرين عن الوطن ,,, التنكر للهوية الوطنية و ادارة الظهر لكل القيم و النضالات و التضحيات الفلسطينية ,,, و كل ذلك بهدف العودة للمفاوضات .
الاشتراطات تدعم التخلي عن قطاع غزة و التخلي عن اسر الشهداء و الاسرى و التخلي عن دعم النضال الفلسطيني ,, بل القبول بوصمه بالارهاب ,, و تحويل القضية الوطنية و المطالبة بحرية الشعب و الارض الى محاربة ( الارهاب ) ,, و هي تسعى فيما تسعى اليه الى ان ننزع جلدنا و نستبدله فلا تبان هويتنا و لا ملامحنا ,, نعم هذه هي المساعي و الاشتراطات الاسرامريكية فماذا نحن فاعلون ؟؟!!
امام هذا الملف و المخطط الخطير لا بد ان تحمل ملفك الاخ ابو مازن ,, هذا الملف الذي يجب ان يحمل في محتوياته النقيض و مواجهة المخطط بتحويل عناصر الضعف و ثغرات الضغوط الى عناصر و اوراق قوة ,,, القول بصريح العبارة ان من يمارس الارهاب المنظم ضد حرية الشعب الفلسطيني هو الاحتلال و ان سجناء الحرية يقاومون بامعائهم الخاوية ظلم الجلادين ,, و ان هؤلاء المناضلين ليسوا ارهابيين بل هم من افنوا حياتهم دفاعا عن معاني الحرية و الكرامة ,,ملف الاسرى يا سيادة الئيس ملف قوة في مواجهة محاولات الصاق تهمة الارهاب بشعبنا و نضالاته ,, بالمفاهيم الانسانية و الشرعية الدولية و قوانين السماء و الارض هؤلاء اسرى نتيجة لمطالبتهم بحرية الارض و الانسان ,, احمل معك يا سيادة الرئيس صور الاسرى من الاطفال و النساء و الشيوخ و المرضى .. من الاعضاء المنتخبين في البرلمان الفلسطيني ,, و احمل اسماء اربعة ملايين فلسطيني اعتقلوا منذ بداية الاحتلال ,, و ليصفوا الشعب الفلسطيني باكمله بالارهاب !!
و احمل معك غزة في الحضن لا وراء الحصار ,, احمل ملف الوحدة الوطنية و ليس العزل لغزة ,, و الاخوة في غزة ايضا مطالبون و بقوة بانجاز هذا الملف ,, عندما تتسلح يا سيادة الرئيس بوحدة الوطن و الدعم الشعبي و عندما تحمل نضالات شعبك وحقه الشرعي بالحرية و العدالة فانت تحمل سلاحا اقوى من سلاحهم و جبروتهم .
الاخ الرئيس ,, نحن في مرحلة دقيقة جدا في تاريخنا الفلسطيني ,, مرحلة تتكالب فيها قوى العنصرية و الجبروت لطمس حقوقنا معتمدة على الحالة الدولية و الاقليمية و التراجع و الاقتتال العربي الداخلي ,, و المهمة ليست سهلة ,,, نعلم حجم الضغوطات على كافة المستويات و منها الاقتصادية ,, و رغم ذلك نعلن ان شعبا يناضل منذ قرن لاجل حريته و لم ييأس و لم يستسلم قادر على المضي بخطى واثقة نحو الحرية و ان لم يحفقها جيلنا فلترحل الى الاجيال القادمة دون تنازل و تفريط فضع هذا في خاتمة الملف الذي تحمله .
رسالة الاسرى واضحة و قوية تحتاج الدعم و الاسناد الشعبي و الاعلام العالمي و الوصول لكافة الهيئات و المنظمات الدولية ,,, و شعبنا في امس الحاجة للوحدة و البرنامج المشترك ,, و من حق من قدم الغالي و النفيس المطالبة بوحدة الصف و الموقف و الحفاظ على الهوية ,, وكذلك عدم ضياع التضحيات هدرا .
الرسالة واضحة للامريكان و غيرهم : نحن شعب حي مناضل موحد نحو حريته و خلاصه من الاحتلال قدمنا و نقدم التضحيات الكبيرة ,, لسنا ارهابيين بل مناضلين لاجل الحرية و الكرامة ,, و لن نسلم بل ستبقى على هذا النهج ,, و لينظر نتنياهو الى المرآة و يبحث عن منابع و عرابي الارهاب و سيبقى النضال الوطني الفلسطيني شريفا حتى نيل الحرية .
سامر عنبتاوي
24-4-2017