غزة - هدى الدلو
تعتبر المسئولية الاجتماعية واحدة من دعائم الحياة المجتمعية الأساسية التي يقوم عليها المجتمع في سبيل الوصول إلى الأمن والاطمئنان، فهي طريق التقدم الفردي والاجتماعي، فلا يحدثوا الآخرين بكل ما يسمعون ويستجلبون المصائب والأحزان، ومن هنا تبرز أهمية وقيمة تحمل الفرد للمسئولية الاجتماعية تجاه نفسه والآخرين.
فقال د. عاطف أبو هربيد الأستاذ المساعد في كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية: "مما لا شك فيه أن الفرد المسلم كما يسعى لتحقيق مصالحه ومقاصده التي تتوافق مع الشريعة الإسلامية، فهناك مسئولية تقع عليه تجاه مجتمعه الذي يعيش فيه".
وأوضح أن أهمية المسئولية الاجتماعية تكمن في أن كل إنسان مسلم هو على ثغر من ثغور الإسلام وعليه أن يحذر أن يؤتى الإسلام من ثغره، كما أنها لا تقتصر على مجال واحد بل مجالات متعددة منها السياسي والاقتصادي والعسكري والدعوي والاقتصادي.
وأشار أبو هربيد إلى أن للفرد حقوقا على الجماعة، والجماعة أيضًا لها حقوق على أفرادها، فالمصلحة العامة يجب تغليبها على الخاصة، منوهًا إلى أن الحياة الاجتماعية تقاس في المجتمع بمدى تحمل أفرادها تجاه أنفسهم والآخرين.
وبين أنه في ظل الواقع السائد في قطاع غزة والحصار المفروض عليها واشتداده على سكانها، والتضييق على الناس وما يعكس من آثار نفسية، وضعف الوازع الديني، وتسلط الرغبات والأهواء، وسيطرة الانفعالات ليلقي مسئولية أكبر على جميع أفرادها بأن يقفوا عند مسئوليتهم الاجتماعية بالعمل على نشر التسامح والطمأنينة والأمان بدلًا من التحدث بكل ما يحدث.
ولفت أبو هربيد إلى أن الإسلام صاغ الشعور المشترك في المجتمع من خلال التكافل الاجتماعي بتعاطف الناس مع بعضهم البعض وتضامنهم، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "مَثَل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
وأضاف: "فالمسئولية الاجتماعية تحتم على الفرد الالتزام بالقواعد الاجتماعية، وبذلك يتطلب من الفرد أن يكون على درجة عالية من الإدراك واليقظة ووعي ضميره، وأن يكون على درجة من الإحساس بالمسئولية انطلاقًا من قوله عليه الصلاة والسلام: "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته؛ الإمام راعٍ ومسئول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راعٍ في مال سيده ومسئولٌ عن رعيته"".
ولفت أبو هربيد إلى أن الأعداء يستهدفون المجتمع من باب بث الذعر وخلق جو من الاضطراب والتوتر والقلق، فلا بد أن يكون الفرد حصنًا منيعًا ضد هذه المحاولات، فلا يتحدث بكل ما يسمع، لقوله صلى الله عليه وسلم: " كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع".
وختم حديثه: "فلا بد أن ينبني الإسلام على ركيزة الإيمان والتقوى، وأن ينهض كل فرد منا تجاه مسئوليته الاجتماعية حتى لا يتهدد أمن المجتمع".
نقلا عن فلسطين اون لاين