الرئيسية / مقالات
ملحدون ومؤمنون في بيرزيت
تاريخ النشر: السبت 06/05/2017 22:07
ملحدون ومؤمنون في بيرزيت
ملحدون ومؤمنون في بيرزيت

سارة مهند عايدي
1151681

قيل ان الالحاد بمفهومه الحالي عائد الى ماركس ونيتشيه وغيرهم من مفكري الغرب ، وعرف العرب الالحاد على انه الميول عن القصد ، ويعد الالحاد ظاهرة فكرية وجدت مع المفكرين الاوائل كتوجه فكري لا يؤمن بوجود الالهة ، ولا يخلو الشارع البيرزيتي من هذه الظاهرة بل انه يعد بيئة مناسبة لهذا التوجع على حد قول البعض ، ويقول اخرون بان التحرر الفكري في الجامعة يعمل على ايجاد هكذا توجهات .

وفي محاورة مع الطالب انس من كلية الاعلام ، فقد عرف الالحاد على انه الفكرة الوحيدة التي استطاع ان يتعايش معها براحة فكرية تستند الى العلم والمنطق ، ويرى ان الالحاد ليس مجرد –موضة- كما يقول البعض دائما انما توجها فكريا يحتاج جهدا مضنيا للوصول اليه كما يجب ، وحول فكرة التدين وخروجه عنها اجاب بان الدين مقيد للعقل وقدراته وان فكرة التدين وليدة رجال الدين واصحاب هذه الديانات ليستطيعوا من السيطرة على عقول البسطاء من العامة ، تلك الفئة التي تبحث عن الراحة والطمانينة من خلال خداع نفسها ليتجنبوا التفكير وليجدوا حلولا سهلة لكل شيء على حد قول الطالب ، ويرى انس ان هذا هو الفرق الجوهري بين بسطاء الاديان ومفكري العالم الملحدين الذين اضنوا انفسهم من اجل ايجاد اجابات منطقية تتلاءم مع عقولهم وفكرهم ، حيث يرى ان التدين ما هو الى وسيلة للراحة ، وحول تاثير جامعة بيرزيت على فكره وتجوهه اجاب انس بان الجامعة بيئة لا باس بها تتيح للطبة الافكار والتفكير بشكل جيد ولكنه ليس مثاليا ، حيث ان المتدينين من وجهة نظره لا يتقبلون النقاش بشكل عادي بل انهم يغضبون جدا منه ولا يقبلون المحاججة العقلية ، وقال انس " فكرة الملحد ليس في السخرية انما في محاججة منطقية للافكار وهذا ما لا يوجد عند المتدينين ، انهم لا يسمحون لاحد بانتقاد افكارهم حتى ان احدهم هددني بالقتل لو اتيحت له الفرصة ،
يقول د.عماد بشتاوي استاذ الفلسفة في جامعة بيرزيت ان الالحاد وليد الفكر والتعمق ، اي ان الدافع الى هذا التووجه يبدا من خلال التفكر في الكون والاسباب والمسببات وبذلك يقول د.بشتاوي ان تحطيم المقدسات عبر التفكير هو الطريق الى الانكار ، كون الشخص ينتقل الى مرحلة تحدي المقدس وبذلك فان الانسان اذا وصل لهذه المرحلة من خلال التفكر فانه سيتجه للالحاد بشكل كبير ، وحول تاثثير جامعة بيرزيت قال د.بشتاوي ان الاختلاف لا يكمن في بيرزيت انمافي مساقاتها الاكاديمية وتنوعها واختلافها اذا انها تمنح الطلبة اكثر من توجه فكري وتتيح له التفكر والتعمق وتحديدا مواد الفلسفة والفكر ، كما اكد ان دور الجامعة هو في انها اطار مكاني يحفز عقول الطلاب لا ان يقتلها .

اما من الجانب الاخر اي طرف التدين فقد قال الطالب حمزة مجدي طالب في كلية الهندسة ان الالحاد مجرد فقاعة صوتية لا اكثر ، وان فكرة الالحاد هي مجرد موضة ومجرد لفت انتباه لتحقيق قاعدة خالف تعرف ، حيث يرى مجدي ان لكل سبب مسبب وانه لا يعقل وجود الكون صدفة ، واستشهد الطالب بمصطفى محمود كعالم عاش الالحاد ثم عاد الايمان اي ان التفكر الحقيقي يقود الى الايمان ، ويرى الطالب ان الدين ضرورة لاستمرارية الحياة وتنظيمها حيث لا يتمكن البشر من تنظيم كل شيء وحدهم ولا بد من وجود تشريع الهي يحقق الطمانينة والراحة والعدل في الارض ،ويقول مجدي انه لا بد من هدف للبشر ليحققوه وهذا الهدف هو الايمان بالله للوصول الى جنته وتحقيق ما خلق البشر لاجله ، وهذا الامر يمد المؤمن براجة لا يعرفها سواه ، وعند سؤاله عن طرح الملحدين لافكارهم بالجامعة اجاب " الامر ليس صحيحا ، نحنمع التفكر في خلق الله انما دون الاساءة والسخرية ، وما يبدا الملحد حديثه الا بسخرية واستهزاء برموز الدين " .

ومن ذات الطرف ترى فاطمة معلمة السيرة الاسلامية في المدرسة الشرعية ان الايمان ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها حتى يستطيع الفرد الشعور بالطمانينة التي تحقق مبتغاه في الحياة ويستطيع من خلالها اكمال حياته ، وان الله خلق الانسان محتاجا للروحانية وضعيفا يحتاج وجود الله ، وحول فكرة الالحاد استندت فاطمة الى شك ابراهيم النبي وطلبه رؤية الله كدليل ان الشك موجود الا انه افضل الطرق الى الايمان ، وان خلق الكون جاء لهدف سام وكفرصة للبشر لتحقيق هذا الهدف وان الدول التي تفتقد الروحانية تكثر فيها نسبة الانتحار والتفكك الاجتماعي ، وقد منح الله البشر فرصة الاختيار على حد قولها فيستطيع كل انسان التفكر بعقله واختيار طريقه ، واختتمت فاطة ان الايمان لا يطلب ان يكون ايمانا اعمى انمى ايمانا عقلانيا ناتجا عن التفكر واستندت الى القران في حديثها باية (انما يخشى الله من عباده العلماء ) .


 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017