mildin og amning mildin creme mildin virker ikke"> mildin og amning mildin creme mildin virker ikke
"> د. خالد معالي
يثاب الإنسان والمسلم على فعل الخير، وقمة الخير والأجر والثواب والعطاء أن ينصر المسلم مظلومًا، وهل هناك ظلما أكثر من فقدان الحرية لأجل هدف سام وذو قيمة أخلاقية عالية لا نقاش فيها؛ كما هو حاصل مع إضراب الأسرى.
الكتابة عن إضراب الأسرى وتوصيف معاناتهم؛ وهم فيهم ما يكفيهم أصلا من المعاناة والعذاب؛ ويكفي فقدان الحرية لوحدها لتعرف؛ ألم فقدان نعمة واحدة انعهما الله على الإنسانية جمعاء؛ ليجيء احتلال ويسلبها قهرا وغصبا وبقوة السلاح.
الماء والملح كان سابقا؛ هو وجبة وحيدة ولا شيء غيرها في الإفطار والغداء والعشاء؛ للأسرى المضربين، يضطرون إليها كي يحافظوا على استمرارية إضرابهم؛ فالأسر يعني الموت البطيء؛ فالأيام تمر سريعًا خارج السجن، ولكن داخله تمر الثواني ثقيلة وبطيئة ومعها العذاب وطول الانتظار، فالشعور بالزمن في السجن؛ قاتل ومتعب ومرهق.
وألان يمنع الاحتلال الملح عن الأسرى المضربين عن الطعام للأسبوع الرابع؛ بهدف الضغط عليهم لإجبارهم على كسر إضرابهم، والذي بدأ يقلق صناع القرار في دولة الاحتلال، كونهم لا يريدون أن تغلي الساحة الفلسطينية بفعاليات التضامن.
ليس منة ولا تكرما نصرة الأسرى ؛ بل هو واجب على كل مسلم وفلسطيني وحر وشريف في العالم إيجاد وسيلة لدعم الأسرى المضربين، وبقية أبناء الحركة الأسيرة، أو تقديم ولو شيئًا بسيطًا للضغط على الاحتلال؛ من أجل معاملتهم كأسرى حرب، وتحقيق مطالب الأسرى المضربين العادلة حتى الإفراج عنهم، ولا يضيع حق وراءه مطالب يريد أن ينتزع حقه بأي طريقة كانت صغيرة أم كبيرة.
معاناة الأسرى في سجون الاحتلال؛ لا يمكن وصفها بكلمات وعبارات؛ لشدتها وصعوبتها على النفس البشرية، فمن يعد العصي ليس كمن يضرب بها، والأسرى كل يوم يعانون من ألم البعد والفراق والسجن والسجان.
الأسير حين يقرر الإضراب عن الطعام؛ لا يكون ذلك بطيب خاطر منه، بل يكون مكرهًا أمام شدة معاناته، وصلف السجان؛ والإضراب اخف الإضرار أمام ضرر السجان وأسوار السجن وفقدان الحرية.
ولمن لم يعرف طعم أو يعايش حياة الأسر؛ مع أن الإحصائيات تشير لأكثر من مليون فلسطيني ذاقوا عذابات الأسر، ووجود أكثر من 7000أسير وأسيرة بينهم مئات الأطفال وعشرات المرضى؛ نقول له أن الأسر مهما كانت ظروفه يبقى أسر.
غذاء الأحرار، مي وملح وهو ألذ من العسل وأشهى، لمن يبحثون عن حرية وطنهم وعزته؛ وهي حكاية صعبة، ولا يصدقها العقل: فخارج السجن يتلذذ الإنسان بمختلف أنواع الأطعمة، ولكن داخله شيء آخر.
ماء وملح؛ هو طعام الأسرى المضربين عن الطعام؛ لمن استطاعوا أن يخفوه عن أعين السجان، أيامًا وأسابيع وأشهرًا، في معادلة صعبة ومعقدة في الصراع مع السجان، بل إنه حتى الملح يلاحقه السجان ويمنع عن الأسرى بهدف إفشال إضرابهم، ويفتش الأسير المضرب أكثر من مرة؛ لينتزع منه الملح؛ للضغط عليه كي يفك إضرابه؛ فالملح يعمل على عدم تلف المعدة والجهاز الهضمي، وهو ما يزيد من مدة الإضراب لدى الأسرى؛ برغم خطورة الوضع الصحي مع مرور أيام الإضراب.