تظاهر العشرات من أبناء وبنات الجالية الشركسية في الداخل الفلسطيني، الاثنين، قبالة السفارة الروسية في تل ابيب, احتجاجا على اقامة الالعاب الاوليمبية الشتوية على أرض عاصمتهم التاريخية - سوتشي.
ومنذ أن أقر الروس في 21 أيار 1864 في كراسنايا بوليانا, انتهاء الحرب واحتلال شركسيا وجميع مناطق القوقاز, منذ ذلك الحين, يحيي الشركس في جميع انحاء العالم في نفس التاريخ يوم ذكرى أبادة الشعب الشركسي, حيث يتم هذا العام احياء الذكرى للمرة الـ 150.
وقال المتحدث باسم المتظاهرين, زوهير تحاوخو, انه "تمت تسمية كراسنايا بوليانا (بالروسية: التلة الحمراء) بهذا الاسم ليس بسبب أزهارها الحمراء, انما بسبب اللون الأحمر القاني الذي خلفه قتل الشركس على الجليد لمدة طويلة من الزمن. تعتبر اليوم كراسنايا بوليانا الموقع الرئيسي لجميع فروع رياضة التزلج في الاوليمبيات الشتوية."
وتعد المدينة سوتشي المعروفة لديهم بالاسم الشركسي- شاتشا, المعقل الأخير للشركس في حرب روسيا- شركسيا (1763-1864), تم من خلالها القضاء على مليون ونصف منهم بقتل جماعي "تطهير عرقي", وتهجير الآلاف الى الإمبراطورية العثمانية. كما وكان ميناء سوتشي, الميناء المركزي للتهجير القسري بعد الحرب. 90% من ابناء الشعب الشركسي مشتتون اليوم في أكثر من 50 دولة في شتات يساوي تعداده ما بين 6 الى 7 مليون شخص, يعيش منهم 4000 شخص في البلاد.
وتعتبر هذه المظاهر جزء لعدد كبير من المظاهرات الشركسية في جميع انحاء العالم احتجاجا على أقامة الاوليمبيات في سوتشي. كما أنه هذا الاسبوع أقيمت تظاهرات للمرة الرابعة على التوالي منذ 4 سنوات في كل من نيويورك, عمان, اسطنبول, أنقرة, لندن, ميونيخ, برلين, وأيضا في عاصمة جمهورية قبردينو- بلقاريا "نالتشك" في الفدرالية الروسية, والتي تعد واحدة من الجمهوريات الشركسية اللاتي أقمن على جزء من اراضي الشركس في عهد الاتحاد السوفياتي.
خلال هذه المظاهرات كرر الشركس مطالبتهم روسيا الاعتراف بمسؤوليتها لارتكاب الابادة الجماعية بحق الشعب الشركسي, ومطالبة روسيا بحق الشعب الشركسي بعودته لوطنه الام, وأعلنوا عن معارضتهم على إقامة الالعاب الاوليمبية في سوتشي.
في المظاهرة التي اقيمت هذا الاسبوع في نالتشك, تم تفرقة الشركس المتظاهرين بالقوة, وتم اعتقال العشرات منهم, وتم حجز أعلام وسيارات تخصهم, كما وهددت السلطات الروسية عائلات المتظاهرين. لذا يطالب الشركس في الشتات السلطة الروسية الأفراج عن المتظاهرين فورا, والسماح لهم بمباشرة احتجاجهم السلمي الذي حافظوا عليه طول هذه المدة.
هارون فيصل تحاوخو-فلسطينيو 48