الرئيسية / الأخبار / فلسطين
أولاد العوام مقام تاريخي ينثر عبق الأجداد في حبلة
تاريخ النشر: الجمعة 12/05/2017 06:37
أولاد العوام مقام تاريخي ينثر عبق الأجداد في حبلة
أولاد العوام مقام تاريخي ينثر عبق الأجداد في حبلة

نابلس:كتبت غادة عادل اشتيه
حينما تشيح بنظرك لأعلى تجد تلة مرتفعة وسط المباني السكنية, يتدلى من ثناياها أشجار مخضرة بمنظر جميل, فيستهويك طلتها من بعيد, لتجذبك لتصعد عليها, لتجد نفسك تقف بالقرب من قمتها على بعد قليل من الأمتار فتلمح قبة زرقاء تقف أسفل الشمس, فتقترب أكثر لتجد غرفة بأحجار قديمة يعلوها قبة مرتفعة, وبجانبها سبعة قبور قديمة, ويصطف بجانبها أسلاك شائكة وضعها جيش الاحتلال يبعد عنها الجدار الفاصل عشر أمتار.
ووسط الزحام وصوت عدسات الكمرة وهي ترصد المكان بعمق, استقبلنا الأستاذ المتقاعد محمد خروب ورئيس بلدية قرية حبلة في عام 2013- 2014 ليدلنا على أعماق التريخ المندثر, ويقول خروب "أولا اسمه مقام أولاد العوام, مقام ديني وتاريخي وأثري يعود لأيام المماليك, تحتوي على سبع قبور وهي رمز لأولاد الزبير بن العوام".


ويشير خروب أن هذه الظاهرة متكررة في عديد من المدن والقرى الفلسطينية, ونجد كثيرا من الآثار والحضارات التي تعود لأجدادنا الأقدمين, وهذه المقامات هم ليسوا مدفونين فيها فهم لم يكونوا موجودين بالمنطقة, هي مقامات تدل عليهم فقط.
وينوه خروب أن المقام كان مكانا للراحة, حيث كانوا المهاجرين يعدوه مكانا للاستراحة والصلاة, ووجود هذا المقام كان درعا واقيا لأراضي قرية حبلة فالجدار لا يبعد عنه سوى بضع أمتار, فعمل على حماية باقي الأراضي من السلب والسرقة من الاحتلال والمستوطنات, ويستذكر خروب "كنت بعد صلاة العيد أطلع عليه مع الشيوخ والكبار ونقرأ الفاتحة على روحهم, لكن الآن انقطعت هذه الظاهرة, بختلاف الزمن وعقول الناس"
ومن الجدير بالذكر أن جدار الفصل العنصري اخترق أراضي قرية حبلة من جهة, وأراضي 48 من جهة أخرى, حيث أقيمت بجانب المقام خلف الجدار مستوطنة متان.
ويضيف خروب أنهم الآن يسعون لترميم المقام والحفاظ عليه, حيث سيقام مشروع جديد من قبل وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع بلدية حبلة, وسيتم تنفيذة بعد الانتخابات المحلية, وبجانبه أقاموا مشروع حديقة بجانبه "حديقة الأسرى" بمشاركة الأمن والمؤسسات الداعمة وبلدية حبلة.

تقع قرية حبلة على بعد 5كم إلى الجنوب الشرقي لمدينة قلقيلية ، وهي من أقدم القرى في مدينة قلقليلية بعد قرية جلجوليا , وتبلغ المساحة العمرانية للقرية 810 دونمات ومساحة أراضيها 10900 دونم، وتم مصادرة حوالي 900دونم نتيجة الطرق الالتفافية وتعديل الحدود من قبل جيش الاحتلال ونتيجة اقامة المستوطنات على جزء من أراضيها, ويبلغ عدد سكانها حوالي 3000 نسمة، حيث تبعد عن البحر الأبيض المتوسط نحو 16 كم, وترتفع عن سطح البحر حوالي 50 م, ويحيط بأراضيها أراضي قلقيلية وعزون، وكفر ثلث، جلجلوليا، وتحولت القرية لبلدة ويوجد فيها بلدية.

وتعد حبلة من البلدات الواقعة على خط التماس الواصل بين الضفة الغربية وحدود فلسطين المحتلة بعد عام 48, وسميت بلدة حبله بهذا الاسم نسبة إلى العالم ابن سنان الحبلي.

تمتاز القرية بقربها من الساحل الفلسطيني حيث تتنوع فيها المزروعات المختلفة كالخضار والحبوب كما تزرع أشجار الجوافه والزيتون والبرتقال والموز, وفيها أيضاً بعض الخدمات مثل عيادة طبية عامة ومركز للأمومة والطفولة، وفيها آثار تاريخية قديمة كالمدافن والمغر والصهاريج حيث تحتوي على آثار تدل على قدمها كالجامع العمري الذي يقع شرق البلدة حيث كان يتوسط البلدة في تلك الأيام كما يوجد مقام يحوي مسجدا صغيرا، وساحة تضم رفات بعض المجاهدين أيام الفتح الإسلامي, كما أن فيها آثار لقبور نصرانية محفورة في الصخر أيام الحكم الروماني.
هي قرية كباقي القرى الفلسطينية, وجدت تاريخا قديما أقيم عليها, أعطاها رونقا ومكانتا حضارية تنسب لها, فما كان عليها سوى أن ترد الجميل بالمقابل وترمم هذه الأماكن للحفاظ عليها, وتعطيه اهتماما كما يستحق, ليبقى عبق الماضي المندثر راسخا عبر التاريخ.

 

 

 

 

 

 

 

 

المزيد من الصور
أولاد العوام مقام تاريخي ينثر عبق الأجداد في حبلة
أولاد العوام مقام تاريخي ينثر عبق الأجداد في حبلة
أولاد العوام مقام تاريخي ينثر عبق الأجداد في حبلة
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017