الرئيسية / الأخبار / عناوين محلية
الراحلان عصام ومروان: حكاية نجاح ومسيرة إحسان
تاريخ النشر: الأربعاء 30/04/2014 13:20
الراحلان عصام ومروان: حكاية نجاح ومسيرة إحسان
الراحلان عصام ومروان: حكاية نجاح ومسيرة إحسان

 طوباس: تتبعت الحلقة العاشرة من برنامج "أصوات من طوباس" لوزارة الإعلام حكاية اثنين من أبناء طوباس البررة: عصام نمر صوافطة ومروان مخيبر صوافطة، اللذين اختطفهما الموت في وقت مبكر، بعد رحلة نجاح وعطاء.

يقول حسام شقيق المرحوم النمر: ولد أخي عام 1959 في طوباس، وتعلم في مدارسها، وفي عام 1977 انتقل إلى المملكة المتحدة لدراسة الهندسة المدنية، وتخرج منها عام 1982، ثم بدأ بالعمل في بريطانيا ، ولاحقاً إلى دول الخليج، وليؤسس شركة إنشاءات ساهمت في  إقامة مطارات قطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة.
ووفق دراغمة، فإن  عصام حقق نجاحاً  لافتاً في البحرين، إذ استطاع بعد ثلاث سنوات أن يرفع عدد موظفي شركة إنشائية عمل بها من خمسين موظفاً إلى نحو أربعة آلاف، وامتد نشاطها إلى دول أخرى.
فيما لم تمنع النجاحات التي  صنعها صوافطة من حب بلده، فظل يتواصل معها ويحرص على زيارتها، وأسس فيها مصالح تجارية وخيرية، وبدأ بمساعدة طلبة الجامعات الذين تضيق يدهم عن متابعة الدراسة، وخصص مبالغ شهرية للفقراء، وساعد الشبان الذين يعجزون عن توفير متطلبات الزواج، وساهم في بناء مساجد ومدارس، وخصص مبالغ مالية للمرضى بوجاع مستعصية كالسرطان والفشل الكلوي في الخارج، ويسر إيصال شبكة كهرباء للمناطق التي تفتقر لهذه الخدمة، وعيّن موظفاً دائما للاعتناء بنظافة إحدى المقابر، وغرسها بالأشجار، وإقامة غرفة فيها.
يضيف حسام: حرص أخي على عدم الظهور، وكان يخفي عنا الحالات التي ساعدها عبر وسطاء، وعلمنا ببعض  أفعاله بعد وفاته، وسهل توفير فرص عمل لشبان من طوباس في دول الخليج، وافتتح شركة في طوباس وبالرغم من خسارتها بفعل الأوضاع الاقتصادية إلا أنه حرص على دفع رواتب موظفيها، الذين أشترط أن يكونوا من أسر فقيرة، ودعم نادي المدينة الرياضي وأطلق فكرة الماراثون السنوي، وكان يخطط لتنفيذ سوق تجاري ضخم في طوباس وبدأ بالفعل بتجريفه غير أن القدر لم يمهله لإكماله.
ووفق الروايات، فإن الراحل صوافطة كان يشترط على الطلبة الذين يساعدهم في التعليم  أن يُعلّموا غيرهم، في حال تحسنت ظروفهم المالية، كما حرص على كفالة الأيتام، من دون أن يقبل بالظهور أمام الناس، أو يتحدث لوسائل الإعلام عما يفعله.
كانت أخر زيارة لعصام إلى مدينته التي كان يقول إن ربيعها أجمل من بريطانيا كلها، في 26 أيلول 2011، إلا أنه قطعها وعاد للمنامة لعمل طارئ، بالرغم من أنه خطط للمكوث  ثلاثة أشهر في طوباس، لكنه توفي بعد ثلاثة أيام من إدخاله إلى المستشفى.
فيما يختزل علان مسيرة أخيه مروان مخيبر مجلي صوافطة، فيسرد: ولد أخي عام 1967، وتعلم في مدارسها، وكان من أذكى الطلبة بشهادة مُعلميه، وتعرض في الصفين الثالث والرابع الابتدائي  لكساح مفاجئ لم يجد الأطباء له تفسيراً، لكنه عاد لعافيته، وكان يحرص في العطلة الصيفية أن يعمل في أرض والدي، وكان يذهب للعمل في قطف البرتقال من بيارات بيسان والزيتون من حقول الطيبة والطيرة داخل الخط الأخضر، وأنهى دراسة التوجيهي عام 1984، ثم شق طريقه للكلية العربية المتوسطة في عمان، ومنها إلى الهند لدراسة التحاليل والمختبرات الطبية، فعاد إلى طوباس للبحث عن عمل دون جدوى، وانتقل إلى كوستاريكا ونيكاراغوا للبحث عن فرصة، ومنهما إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1992، فبدأ بالعمل في محطات الوقود والمطاعم، ثم في شركة مقاولات بولاية نيوجيرسي.
وبحسب علان، فإن شقيقه عمل في شركة مقاولات عام 1994، وفي السنة ذاتها استطاع أن يؤسس شركة مماثلة خاصة به، ومن خلالها  صار يملك 260 بيتاً في ولاية كارولاينا الشمالية، إلى أن تعرض لإطلاق نار ، حين كان يجلس في سيارته في 16 نيسان 2013.
يقول: انتقل أخي للعمل في طوباس عام 1994، وكان يحرص على إدماج أطفاله في المجتمع الفلسطيني، فكان يحرص على إرسالهم كل سنة لتعلم اللغة العربية من خلال مدرس خاص، وتبنى تعليم 15 من طلبة الجامعات الفقراء سنوياً، وصار يتكفل بمساعدة عشرات الأسر المحتاجة، وساهم في ترميم المدارس، ودعم النادي الرياضي، ومدرست طوباس الثانوية ونبيه المصري، واهتم بالتراث فرمم  بيوت خربة ابزيق القديمة، وأطلق جائزة مروان مخيبر عام 2008 لرعاية الفن والشعر والثقافة، وساهم في إيجاد فرص عمل لأبناء مدينته، عبر  تقديم هبات شرط إقامة مشاريع صغيرة مدرة للدخل.
ينهي علان:  كان أخي يحرص على العمل في الظل، وعلمنا بعد رحيله أنه ساعد المحتاجين، وقدم الهبات، وتكفل بالأسر الفقيرة.
بدوره، قال منسق وزارة الإعلام في طوباس، عبد الباسط خلف، إن "أصوات من طوباس" يسعى لتكريم المبادرين والمبدعين من أبناء المحافظة، من خلال توثيق تجاربهم، واستذكار قصصهم الاستثنائية.
وأشار إلى أن البرنامج نقل في السابق حكاية ابن طوباس العالم عصام النمر، الذي شارك في  أطلاق أول مركبة فضائية، وتتبع فصولاً من حياة أول ممرضة في المحافظة، وأستعرض تجربة مؤسسة الجمعية الخيرية، وسلط الضوء على قدامي أصحاب المهن، وحاور معمرين وتربويين، وقدم تجربة شهود على أحوال المدينة قبل ستين سنة.
 
 

 
المزيد من الصور
الراحلان عصام ومروان: حكاية نجاح ومسيرة إحسان
الراحلان عصام ومروان: حكاية نجاح ومسيرة إحسان
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017