ذكرت صحيفة "معاريف" أن مصادر إسرائيلية بدأت أمس، الخميس، بنشر معلومات جزئية، يستدل منها أنه تم تضخيم قضية تسريب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لأسرار مخابراتية إلى الروس حول هجوم يعتزم تنظيم "داعش" شنه من خلال إدخال حاسوب نقال إلى طائرة وتفجيرها.
ووفقا لمحلل الشؤون الأمنية في الصحيفة، يوسي ميلمان، فإن مصادر إسرائيلية بدأت تنشر معلومات جزئية يستدل منها أن الضرر المخابراتي كان صغيرا، هذا في حال حدوث ضرر أصلا، وأن التعاون المخابراتي بين إسرائيل والولايات المتحدة قوي وصلب أكثر من الماضي.
وأضاف ميلمان أن الضرر الذي ألحقته تقارير نشرت في وسائل الإعلام الأميركية يفوق الضرر الذي لحق فعليا أو قد يحصل لعمل المخابرات الإسرائيلية وأساليب عملها ووسائل جمع المعلومات والتكنولوجيا.
وأوضح ميلمان أنه في حال كانت المعلومات الواردة في التقارير صحيحة، فإن مصدر المعلومات التي زودتها إسرائيل للولايات المتحدة هو شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) وليس الموساد، ولذلك فإنه هذه المعلومات وصلت على ما يبدو بوسائل تكنولوجيا، أي بواسطة وحدة التصنت 8200، وليس بوسائل بشرية. "أي أنه على ما يبدو لا يدور الحديث عن عميل تسلل أو يعمل في صفوف داعش، مثلما ادعوا في عدد من وسائل الإعلام الأميركية". كذلك فإن رئيس "أمان"، هرتسي هليفي، متواجد في هذه الأيام في زيارة عمل في الولايات المتحدة.
وتقدر مصادر إسرائيلية أن هذه القضية جاءت على خلفية صراع قوى داخل الإدارة الأميركية، وبالأساس بين جهات في أجهزة الاستخبارات وبين ترامب ومستشاريه. "من هذه الناحية وقعت إسرائيل ضحية لوي الأذرع. وصحيح أن هذه القضية سببت حرجا كبيرا لمسؤولين في الاستخبارات الأميركية، الذين أيقنوا مرة أخرى أن رئيسهم لا يفهم في قضايا الاستخبارات، يثرثر أكثر مما ينبغي، ليس خبيرا بالمواد الاستخبارية ولا ينصاع لنصائح المسؤولين الذين يعطونه إيجازا من أجهزة الاستخبارات".
واعتبر ميلمان أنه إذا حدث ضرر جراء هذه القضية، فإنه يتعلق باحتمال وصول المعلومات إلى إيران، لكن ليس مؤكدا أنها وصلت إلى الإيرانيين.
عرب 48