هل سيصبح التبرع بالدم شيئاً من الماضي؟ سؤالٌ بات مطروحاً بشدة بعدما كشف علماء في الولايات المتحدة عن أن هناك إمكانية لتخليق الدم من الخلايا الجذعية.
ففي غمار دراسة استمرت 20 عاماً، عرّض الباحثون في جامعة بوسطن الأميركية خلايا جذعية جنينية إلى مزيج كيمياوي أدى إلى تحولها إلى نسيجٍ، يمكن تحويله في نهاية المطاف إلى خلايا جذعية مُكوِّنة للدم.
وأدى زرع هذا النسيج في فئران التجارب، إلى تكوِّن خلايا دم جديدة لديها.
وعززت نتائج هذه الدراسة، ما تمخض عنه بحثٌ مماثل جرى في مدينة نيويورك هذه المرة، وشهد تحويل الخلايا المُبطنة للأوعية الدموية إلى خلايا جذعية غير ناضجة من تلك المُكوِّنة للدم. ووصلت تلك الخلايا إلى طور النضج بعدما زرعها الباحثون على طبقة من نسيج الحبل السُرّي.
وقال خبراء إن هذه الجهود الناجحة تمهد الطريق أمام إمكانية تخليق عددٍ لا نهائي من خلايا الدم وخلايا الجهاز المناعي، عبر إعادة برمجة خلايا الجلد الخاصة بالإنسان، ما قد يوفر بديلاً في نهاية المطاف عن الحاجة لمن يتبرعون بالدم.
ونقلت صحيفة «دَيلي تليغراف» البريطانية عن د. ريوهيتشي سوغيمورا الطبيب في مستشفى الأطفال في بوسطن قوله إن التقنيات العلمية الجديدة المستخدمة لهذا الغرض، تمنح الباحثين والأطباء الفرصة لأن يكون لديهم مصدرٌ لا ينضب للخلايا الجذعية المُكوِّنة للدم.
وأضاف أن ذلك يفتح الباب أيضاً أمام علاج من يعانون من اضطرابات وراثية في الدم، عبر أخذ خلايا منهم ومعالجتها عبر تقنية «التحرير الجيني».
ومنذ النجاح في عزل الخلايا الجذعية البشرية عام 1998، يحاول العلماء جاهدين استخدامها في تخليق خلايا جذعية مُكوِّنة للدم.
نقلا عن جريدة الاتحاد