نابلس: أصداء- إسراء غوراني- بأجواء من المرح والطفولة شاركت طالبات الصف الثاني الأساسي في المدرسة النظامية، بمشروع "أنا أنتخب" الذي يحاكي الانتخابات الحقيقية، ولكن من خلال انتخاب ملك جديد للغابة هذه المرة، في أسلوب مبسط من شأنه أن يعزز مفاهيم الديمقراطية لدى الجيل الناشيء.

وأشار محمود المسيمي مدير فرع نابلس في لجنة الانتخابات المركزية إلى أن مشروع "أنا أنتخب" تم تنفيذه للمرة الثانية، بالتعاون بين لجنة الانتخابات ووزارة التربية والتعليم، فكان هناك نشاط مشابه خلال السنة الماضية، ولكنه كان على نطاق محدود بحيث شمل ثلاث مدارس في محافظة نابلس فقط، أما هذه المرة فتم توسيع نطاقه بحيث شمل كل محافظات الضفة الغربية.

تعزيز المفاهيم الإيجابية

 وعن أهداف المشروع، قال المسيمي إنه يهدف إلى خلق جيل واعٍ وقادر على تحديد خياراته، وتم استهداف الصف الثاني الأساسي لأن الأطفال في هذا السن يبدأون بتشكيل تفكيرهم، ومن هنا جاءت ضرورة تنظيم المشروع الذي يعمل على ترسيخ المفاهيم الإيجابية في أذهانهم ومن أهمها تعزيز ثقافة التعددية والاختلاف، بالإضافة إلى إشراك الأهالي وتوعيتهم.

كما أن المشروع يهدف إلى توعية الجيل الناشيء بكيفية الاختيار وتحديد الخيارات، في محاكاة كاملة للانتخابات الحقيقية، ولكن بصورة مبسطة تقرب المفاهيم إلى ذهن الطفل، من خلال مشاركة الطلاب في انتخاب ملك جديد للغابة غير الأسد، فتم عمل سجل للناخبين تـُسجل فيه أسماء الطلاب، وهناك يوم للاقتراع، وبالتالي يتعرف الطفل على شروط وآلية العملية الانتخابية.

وتقوم فكرة المشروع على انتخاب ملك للغابة غير الأسد وترشيح حيوانات مختلفة للمنصب، فمن المعروف أن الأسد هو ملك الغابة، ولكن هذا النشاط يسلط الضوء على حق الحيوانات الأخرى في المـُلك، ليتم تنشئة الطفل على مفهوم التعددية والاختلاف والحق في الترشح- كما قال المسيمي-.

من جهتها أشارت ختام مزهر معلمة الصف الثاني في المدرسة النظامية الأساسية في نابلس، إلى أنه تم البدء بالعمل على هذا المشروع منذ منتصف شهر آذار الماضي وانتهى أمس بإجراء الانتخابات وفرز نتائجها، حيث بدأت الأنشطة بعمل لائحة قوانين للصف وتعليمها للطالبات، وذلك بهدف تعليمهن أهمية القوانين وضرورة الالتزام بها.

وبعد تعليم الطالبات القوانين والالتزام بها، تم الانتقال إلى مرحلة القوانين الانتخابية وإجراءات العملية الانتخابية، عن طريق محاكاة الانتخابات ولكن على مـُلك الغابة.

التعلم بالممارسة

وأوضحت مزهر أنه تم ترشيخ خمسة حيوانات من بيئات مختلفة لاختيار ملك للغابة من بينها وهي الفيل والضفدع والجمل والنسر وسمك القرش، وتم تكليف الطالبات بالبحث عن صفات وخصائص هذه الحيوانات، لمعرفة الأنسب لمنصب الملك، وفي ذلك تدريب للطفل على حسن الاختيار بناءً على الصفات والمؤهلات للمرشح.

وبعد ذلك تم البدء بالدعاية الانتخابية وتعليم الطالبات كيفيه عمل الدعاية، وأبرز الأمور التي يتم التركيز عليها، وختاما تم الانتخاب وفرز الأصوات بمساعدة لجنة مكونة من أمهات الطالبات، لتعزيز التواصل بين الأهل والأبناء، وفي ذلك تدريب للأهل على أساليب مبتكرة لتعليم الأبناء.

وحول النتائج التي حققها مشروع "أنا انتخب"، نوهت مزهر إلى أن الطلاب تعلموا أهمية دورهم في المجتمع، وزادت ثقتهم بأهمية صوتهم، وهذا سينعكس إيجابا على مشاركتهم في المجتمع مستقبلا.

وأضافت أنه من خلال هذا النشاط تعززت ثقة الطفل باختياره، مشيرة إلى أن عدد طالبات الصف الثاني 40 طالبة شاركن جميعهن في الانتخابات، وحصل الفيل على 39 صوتا، بينما حصل النسر على صوت واحد، "وعند سؤالنا للطالبة لو عدنا وأجرينا الانتخابات مرة أخرى هل ستختارين الفيل، فأجابت أنها مقتنعة باختيارها ولن تغيره، وهذا مؤشر إيجابي على النتائج التي حققها المشروع".