memantin iskustva memantin alzheimer memantin wikipedia">
عصفت بالجيش الإسرائيلية وخلال الأيام الأخيرة موجة احتجاجات غير مسبوقة في تاريخه، وذلك احتجاجا على طرد الجيش الإسرائيلي لأحد جنود الوحدة المتدينة في الجيش بالخليل، بعد أن تم تصويره وهو يسحب سلاحه على شبان فلسطينيين ويركل ويشتم، في حادثة وقعت مؤخراً في المستوطنة اليهودية في تل الرميدة بالخليل.
وجاءت الاحتجاجات في غالبيتها على شكل منشورات على صفحات التواصل الاجتماعي مع ورقة مكتوب عليها " أيضاً أنا مع دافيد النحلاوي"، وهو اسم الجندي المطرود دافيد واسم وحدته وهي الناحل، وقد امتدت هذه الموجة من الاحتجاجات الإلكترونية لتشمل عشرات الألوف من الجنود ومن شتى الوحدات العسكرية.
فيما تم فتح صفحة خاصة على موقع الفيسبوك تحت عنوان "أيضاً أنا مع دافيد النحلاوي"، ووصل عدد معجبيها خلال يومين فقط إلى 91 ألف إعجاب، الأمر الذي أثار قلق الجيش الإسرائيلي من طبيعة هكذا احتجاجات في عصر التكنولوجيا، بالإضافة لغياب الانضباط في هكذا تصرفات بالإضافة للمس بهيبة الجيش.
وقد سارع الناطق بلسان الجيش "متأخرا" للإعلان عن أن حادثة طرد الجندي لم تكن بسبب سحبه للسلاح على الفلسطيني ولكن بسبب ضربه لمرؤوسيه في الجيش في حادثة سبقت حادثة سحبه للسلاح في الخليل، ولكن هذا الإعلان لم يطفئ شعلة الاحتجاجات الآخذة في الازدياد، ويرى المحتجون أن تصرف الجندي مبرر ولا غبار عليه وأنه تصرف وفقاً للتعليمات.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد أعرب العديد من كبار الساسة الإسرائيليين عن تعاطفهم مع الجندي ومن بينهم زعيم حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت ونائب رئيس الكنيست موشي فيجلين، ورأوا في تصرفات الجندي مبررة جداً وألقوا باللائمة على الجيش لأنه يرسل الرسائل الخطأ عبر طرد جندي قام بمهامه على أكمل وجه.
وينوي الجيش الإسرائيلي التشديد من تعليماته بخصوص ظهور الجنود محتجين على صفحاته للحد من انتشار هذه الظاهرة المقلقة للجيش، فيما شن كتاب إسرائيليون هجوماً لاذعاً على تصرف الجيش في هذه المسألة، وذلك بالنظر إلى تأخره في الإعلان عن أن سبب تسريح الجندي هو ضربه لمسئوليه في الجيش وليس بسبب سحبه للسلاح على الفلسطيني.
وفي تطور لافت أقدم عشرات المستوطنين على القيام بمظاهرة احتجاج في الخليل على طرد الجندي وللتضامن معه، ورفعوا اليافطات المناهضة لقرار الجيش ما يهدد بخروج هذه الاحتجاجات عن النطاق الإلكتروني.
وذهب المحلل العسكري لصحيفة يديعوت احرونوت "رون بن بشاي" إلى أبعد من ذلك، وأبدى مخاوفه من تحول هذا الاحتجاج إلى "موضة" ينتهجها أفراد الجيش، ضد أي قرار لم يرق لهم من الجيش الأمر الذي سيمس بقدرة الردع للجيش الإسرائيلي بشكل كبير.
وقال بن يشاي أنه لو حصل هذا الأمر في سنوات الثمانين لاعتبرت دعوة صريحة للتمرد ولأدخلوا جميعاً للسجن، منوهاً إلى ضرورة ضبط الجيش لجنوده في تصرفاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فليس مقبولاً في العرف العسكري قيام الجنود بالاحتجاج. كما قال.
وأبدى قادة كبار في الجيش الإسرائيلي خشيتهم من فقدان الجيش للسيطرة على تصرفات جنوده، وأن مستوى الانضباط في أسوأ حالاته، فقد شملت موجة الاحتجاجات قوات الجيش البرية والبحرية والجوية والوحدات الخاصة والاحتياط، الأمر الذي يمس بهيبة وسمعة الجيش ويقلل من قدرة الجيش على اتخاذ القرارات المصيرية.