mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke"> mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke">
د. خالد معالي
تشكل حالة الإضراب عن الطعام للشهر الثاني وعلى أبواب شهر رمضان؛ من قبل الأسرى؛ وجعا وألما لكل حر وشريف في هذا العالم الواسع؛ كون المعاني الإنسانية السامية ورفض الظلم ونصرة المظلوم عوامل مشتركة بين الأمم والشعوب، وان تعددت ثقافاتها ولغاتها، وان اختلفت دياناتها، وتنوعت أعراقها.
شعار الأسرى في إضرابهم "وجع ساعة ولا وجع كل ساعة"؛ وجع شهر شهرين ثلاثة ولا وجع سنين طويلة من القهر والعذاب؛ فمن لا يعرف ولم يذق طعم الأسر، وشدة وطأته، بحاجة لتذكيره وتوعيته، حيث لم يدع الاحتلال أي فلسطيني وإلا أذاقه ألوانا من الذل والحط من الكرامة وفقدان للحرية.
من الأمور الجيدة، والجميلة؛ أن تكون معركة الأمعاء الخاوية البوصلة لتحقيق المطالب المشروعة والعادلة للأسرى والأسيرات؛ والأجمل منه هو توحد الشارع الفلسطيني بمختلف قواه خلف معركة الأسرى، وهو ما يقود للقول: "وجع المعدة ولا وجع ذل الاحتلال".
معركة الأسرى مع سجانيهم تتشابه مع معركة الشعب الفلسطيني مع محتليه؛ لأنه وعبر التجربة وتاريخ الصراع؛ لم يعطي الاحتلال شيئا، ولم يرفع ظلما، إلا تحت الضغط والقوة، كونه لا يفهم لغة غيرها.
مخطئ من كان يظن أن الأسرى يقبلون على معركة الأمعاء الخاوية، وما يصاحبها من وجع المعدة والدوخه والغيبوبة قد تصل للاستشهاد بكل أريحية، وكأن الإضراب هو أمر عادي جدا، وأمر محبب للأسرى.
الأسرى يخوضون هذه المعركة الشرسة؛ بعد أن أجبرهم عليها احتلال لا يعرف الرحمة، ويضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات والمواثيق الدولية المتعلقة بالأسرى، ولا يريد أن يرى فلسطينيا واحدا يطالب بحقه في وطنه.
تتعدد أساليب وطرق نصرة الأسرى والأسيرات؛ من فعاليات شعبية وغيرها، إلا انه ينبغي أن ننصرهم في مستويات أخرى؛ مثل الطلب من الجهات الدولية الإنسانية والقانونية، توفير الحماية الدولية القانونية والإنسانية للأسرى داخل السجون.
ومن الطرق الأخرى الضغط على المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة ومؤسساتها لإعلان دولة الاحتلال خارجة عن القانون الدولي الإنساني، لسوء معاملتها للأسرى والأسيرات الذي يأكل الحديد من أجسادهم.
لنأخذ درسا من دولة الاحتلال في كيفية التعامل مع الأسر؛ حيث جعلت رؤساء دول يتحدثون عن معاناة الجندي الأسير "شاليط"، سابقا، وألان عن جنديين آخرين، والذين أسروا وهم يقتلون ويقصفون الأطفال والنساء في غزة؛ في الوقت الذي لم تفلح فيه جهود الفلسطينيين بالشكل الكافي والمطلوب، بنقل معاناة آلاف الأسرى المضربين عن الطعام.
واجب وطني وديني وأخلاقي؛التضامن مع الأسرى والوقوف إلى جانبهم وهو ليس منة من احد عليهم، فهو كونهم يذودون عن شرف الأمة وكرامتها، في قلاعها الأخيرة، أمام أعتا واظلم آخر احتلال في العالم.
نتفاءل خيرا على أبواب شهر رمضان؛ فتراكم الخبرات والوعي لدى الأسرى والأسيرات؛ هو ما جعلهم يصممون على انتزاع حقوقهم، تحت عنوان الكرامة والحياة الإنسانية، وهي نتيجة حاصلة سواء رضي السجان أم أبى، "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".