المرشد التربوي : رضوان عبدو عيسى / مدرسة عبدالحميد السائح
تتعرض المجتمعات الانسانية الى تغيرات سريعة ومتلاحقة أدت الى .زعزعت بعض القيم وابعادها من منظومتها الاخلاقية والاجتماعية؛ ان انها القيم التي تلعب دورا كبيرا في خلق اجواء الانسجام والاحترام والمحبة والاخاء، ومع غياب مثل هذه القيم النبيلة غاب عنا اشخاص كانوا يمثلون النموذج الذي يحتذى به ، مما اثر على تنشئة الاناء في الاسرة وحتى في المدرسة وبالتالي في المجتمع ككل ، وخلقت اجواء اختلط فيها الحابل بالنابل واختلط فيها بعض المفاهيم الصحيحة والسليمة بالمفاهيم الخاطئة والتي لا علاقة لها بالواقع ،ولقد لعبت افكار المستشرقين دورا كبيرا في تسويق مثل هذه القيم مثلها مثل دور وسائل الاعلام المأجورة التي استنزفت القيم والاخلاق وقلبت كثير من مفاهيم حتى اصبح الفرد غير قادر على تحديد الصح من الخطأ ، والمنطقي من اللامنطقي ، والشر من الخير، والصادق من الكاذب ،ولا ندري كيف تحول ابنائنا الى هذا المستوى، وكيف تغيبت او غيبت هذه القيم النبيلة بين يوم وليلة ،وكأن افراد مجتمعنا اصبح في حالة من عدم الاستقرار والتخبط ! وهل لوسائل الاعلام المأجورة دور في تغيب وطمس القيم الأصيلة وهل تتحمل وسائل الاعلام مسؤولية ما يحدث في المجتمع من اختلالات بين طبقات المجتمع، و اتساع الهوة بين ابناء المجتمع الواحد والاسرة الواحدة، وهل وصلنا الى مرحلة يتهدد فيها السلم الاجتماعي وبالتالي نحن امام موجة جديدة من اللاتوازن في الحياة الاجتماعية بمعطياتها ومتطلباتها واحتياجات أفرادها.
إن غياب القيم وعدم الاكتراث بها من الاخصائيين النفسيين والاجتماعيين والقادة التربويين وصناع القرار قد تؤدي الى كوارث لا حصر لها، وتحديات رهيبة، وتغيرات تطال البنية التحتية الاجتماعية، فاين هي الدراسات الاجتماعية التي تجرى في الجامعات فهل نكتفي باجراء الدراسة ونضعها على الرف ،
ان مجتمعنا اليوم يعيش في ظل العولمة وامام ثقافة غريبة تطحن قيمه وترحل بأفراده الى الأغراب والانكماش والضياع التي تأكل الاخضر واليابس .
إذا استمرت حالة التردي والأنانية وشروط المصالح والمنافع والبحث عن المكاسب وحتى لو كان على حساب القيم والاخلاق الانسانية ، وقد شاهدنا افرادا وشللا لا همّ لهم إلا القفز على الحقائق وتوجيه الأفكار والقيم والعلاقات لخدمة انفسهم ومصالحهم ومنافعهم الخاصة، والامثلة لا تعد ولا تحصى هنا أو هناك، فهل نتنبه لمثل هؤلاء؟
أما آن الآوان لإعادة الثقة للقيم والتسامح السمح والقيم الاسلامية النبيلة مهما كانت التحديات، أماآن آوان الى ترسخ القيم والمثل العلياء والكرامة الإنسانية باعتبار أن الإنسان هو محور هذه القيم وأساسها ودونه لا نستطيع أن نفعل شيئا، لا بد من العودة الى الحجم الحقيقي للفرد والاسرة والمدرسة والمجتمع، وان يعرف كل واحد منهم وزنه وقدرته الحقيقية بعيدا عن الانانية والمصالح الشخصية، وأن يفكر الواحد بشؤونه هو لا ان ينشغل بنظرية المؤامرة على غيره، وأن ينكر ذاته ومصالحه، على أن يقوم المجتمع ومؤسساته بواجبهم نحو مكافأة المجد والمخلص بعيدا عن المصالح الشخصية والانانية ، ومعاقبة المسيء كي يدرك كل طرف نهاية عمله، ولا بد من واقعية وتربية سوية اساسها الوعي والمثابرة والميثاق الاخلاقي لكي لا نبقى أمام تحديات لا ترحم واختلالات واختلافات ومصاعب وترد في علاقاتنا الانسانية قد تمتد آثارها الى مفاصل حياتنا كلها، وحينها لا ينفع الندم، فهل نشجع على غياب القيم أم يتحرك الفرد من ذاته ويساعد المجتمع على تخطي هذا الواقع المر الذي تمر به قيم مجتمعنا.