تبدأ مرحلة الصيام الفعلية بعد ٨ ساعات من آخر وجبة تم تناولها وذلك حين ينتهي الجسم من إمتصاص جميع العناصر الغذائية لآخر وجبة تم تناولها.
خلال فترة الصيام يعتمد الجسم على السكر المخزن في الكبد والعضلات كمصدر للطاقة وعندما ينتهي مخزونهما يتحول إلى الدهون المتراكمة ويقوم بتكسيرها لتكون مصدراً للطاقة.
الصيام منذ الفجر وحتى الغروب يجعل الجسم يجدد مصادر الطاقة الأولية ما يمسح بالمحافظة على بروتين العضلات وبما أن الدهون تصبح مصدراً للطاقة فان معدلات الكولسترول في الدم تنخفض. الديتكوس أو عملية التخلص من السموم جزء أساسي من عملية الصيام، فأي سموم يختزنها الجسم سيتم التخلص لذلك تعتبر المراحل الأولى الأكثر إنهاكاً ولكن لاحقاً ومع التخلص من السموم ترتفع معدلات هرمونات الاندروفين ما يتسبب بتحسن المزاج.
الصورة بالتفصيل
المرحلة الاولى: اليوم الأول والثاني
اليوم الأول والثاني هما الأكثر صعوبة. خلالهما تنخفض معدلات السكر بشكل كبير، كما أن نبضات القلب تصبح أبطأ وبالتالي ينخفض ضغط الدم. بداية يتم إستهلاك السكر المخزن في الجسم ولكن «الإحتياط» هذا لا يكفي لوقت طويل لأن الجسم يخزن فقط ١٠٠ غرام من الغلوكوز بشكل غليكوجين في الكبد. هذه الكمية تكفي عادة لـ ١٨ أو ٢٤ ساعة حينها سيلجأ الجسم الى العضلات للحصول على ما يريده ولكنها مرحلة لا تطول كثيراً لان الجسم لا يريد إستهلاك عضلاته وهذا النقطة هي تجسيد لروعة عمل الجسم البشري.. فهو يتوقف قبل أن يلحق الأذى بالعضلات، فالقلب في نهاية المطاف من عضلات الجسم.
في هذه المرحلة الصائم سيشعر بالتعب والإنهاك والصداع والدوار والبعض قد يعاني من الغثيان بالإضافة الى رائحة الفم الكريهة وظهور طبقة بيضاء على اللسان. الشعور بالجوع يكون في أشده في أول يومين من رمضان .
المرحلة الثانية : اليوم الثالث الى السابع
الجسم يبدأ باللجوء الى الدهون وخصوصاً الأحماض الدهنية للحصول على الطاقة ثم يقوم بتحويلها الى الغلوكوز. هنا ترتفع معدلات الكولسترول وحمض اليوريك في الدم لان الجسم وبحرقه للدهون فهو أيضاً يجعل معدلات السموم التي يختزنها الجسم ترتفع. ولكن الخبر الجيد أن الجهاز الهضمي في حالة من الراحة ما يعني أن الجسم يركز على إزالة السموم من الأجهزة الأخرى . الصداع سيستمر بالإضافة الى الشعور بالإنهاك والدوار. الجسم يبدأ أولاً بالعمل على الرئتين ثم القولون ما يعني ان رائحة الفم ستكون الأسوأ لان الجسم يتخلص من السموم. ولكن ومع الانتهاء من العمل على الرئتين كمية الأوكسجين التي يحصل عليها الجسم ستتضاعف ما يسرع «الديتوكس» خلال المراحل اللاحقة.
سيعاني الصائم في المرحلتين الاولى والثاني من تبدلات حادة في المزاج ومن مشاعر الحزن والإكتئاب. فالتخلص من السموم لا يقتصر فقط على سموم الجسد بل يتضمن السموم «النفسية» أيضاً. قد يشعر الصائم برغبة بالبكاء من دون سبب وحالته النفسية ستكون الأسوأ خلال هذه المرحلة.
المرحلة الثالثة اليوم الثامن الى الخامس عشر
سيختبر الصائم تحسناً في مستويات الطاقة والنشاط كما أن حالته النفسية ستتحسن. في حال كان الشخص يعاني من إصابات قديمة أو أمراض معينة غير مزمنة فستصبح أسوأ في هذه المرحلة لان الجسم يكون في حالة إستنفار لإعادة الترميم والشفاء.
ولكن تجدر الإشارة هنا الى أن إعادة ترميم الجسم لنفسه يرتبط مباشرة بنمط الحياة خارج رمضان، فإن كان الشخص قد إعتمد نظاماً غذائياً متوازناً فعملية الشفاء ستكون سريعة ولكن إن كان قد إعتمد على نظام غذائي غير صحي فالجسد سينهمك بالتخلص من تلك السموم ولن يجد الفرصة لشفاء الإصابات القديمة.
عندما يبدأ الجسم بالتخلص من الخلايا المتضررة أو الميتة فان الخلايا اللمفاوية تحفز الجسم على إفراز مواد تمكنه من التخلص من المتضررة. هذه المواد بدورها تحفز الجهاز العصبي ما يجعل المصاب يشعر بالالم مجدداً. الالم هنا مؤشر إيجابي لذلك لا داعٍ للقلق.
المرحلة الرابعة اليوم السادس عشر وحتى نهاية رمضان
الجسم إعتاد بشكل كلي على الصيام والصائم يشعر بطاقة أكبر ومع تخلص الجسم من كميات كبيرة من السموم فإن الحالة العقلية والنفسية للشخص ستكون إيجابية جداً. رائحة الفم الكريهة ستكون شبه معدومة والطبقة البيضاء التي تغطي اللسان ستختفي وسيلاحظ الصائم أن لون لسانه يميل الى الزهري. خلال هذه المرحلة الجسم يعمل على تجديد نفسه، فلقد تخلص من السموم ومن الخلايا المتضررة والميتة وحان الوقت لإستبدال الخلايا المتضررة بأخرى جديدة.
أكثر عضو يتأثر بعد اليوم الـ ٢٠ هو العقل.. التأثير إيجابي إذ سيشعر الصائم بانه بات أكثر تركيزاً وسيلاحظ تحسناً في عمل الذاكرة كما ان معدل الوضوح مرتفع جداً. هذا ينعكس إيجاباً على الحالة النفسية ككل.
المصدر : مجلة الرجل